اسم الکتاب : انتشار الإسلام الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين المؤلف : جميل عبد الله محمد المصري الجزء : 1 صفحة : 85
ولما فتح خالد بن الوليد الحيرة عام 12 هـ صلى صلاة الفتح ثماني ركعات لا يسلم فيهن[1].
وبعد معركة الفراض عام 12 هـ مع الفرس والعرب المتنصرة في العراق- وكانت من أشد معارك الأيام- وعودة الجند الإسلامي إلى الحيرة أمر خالد بن الوليد عاصم بن عمرو التميمي أن يسير بالجيش، وأظهر أنه في الساقة، وأدى فريضة الحج، شاكراً أنعم الله سبحانه. وكانت غيبته عن الجيش يسيرة، فما توافى آخر الجيش إلى الحيرة، حتى وافاهم مع صاحب الساقة الذي وضعه، فقدما ولم يدرِ أحد بذلك، وكذلك لم يعلم أبو بكر رحمه الله إلا بعد، فغضب عليه، وأمره ألاّ يعود لما فعل[2].
ولما افتتح سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه المدائن- عاصمة الفرس- دخل إيوان كسرى، وصلى صلاة الفتح ثماني ركعات بتسليمة واحدة[3]. وقرأ:
{كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ} [4].
ولما افتتح عبد الله بن عامر خراسان عام 31 هـ أحرم من نيسابور وأدى فريضة الحج شكراً لله سبحانه وتعالى[5] وقد لامه عثمان رضي الله عنه على ذلك.
وكان هؤلاء القادة يسيرون خلف جندهم في وقت الأمن والعودة، يرفقون بهم، ويحملون الكلّ ويعينون الضعيف.
واقرأ ما قاله رسل "المقوقس" إلى عمرو بن العاص بعد أن لبثوا يومين في جيش المسلمين- بعد أن عادوا إليه:
"رأينا قوماً، الموت أحبّ إليهم من الحياة، والتواضع أحبّ إليهم من الرفعة ليس لأحد منهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، جلوسهم على التراب، وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف كبيرهم من وضيعهم، ولا السيد فيهم من العبد، وإذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها أحد، يغسلون أطرافهم بالماء، ويخشعون في صلاتهم"[6]. [1] نفسه 3 /397. [2] الطبري- تاريخ 3 / 366، ابن كثير- البداية والنهاية6/ 396. [3] ابن كثير.- البداية والنهاية 7/ 74. [4] سورة الدخان الآيات: 25 -28. [5] ابر حجر- الإصابة في أخبار الصحابة 7/ 204، أسد الغابة 3/ 288، الذهبي- سير أعلام النبلاء3/ 18، خليفة بن خياط- تاريخ166. [6] ابن عبد الحكم- فتوح مصر 61.
اسم الکتاب : انتشار الإسلام الفتوحات الإسلامية زمن الراشدين المؤلف : جميل عبد الله محمد المصري الجزء : 1 صفحة : 85