فضلك يا عمي» . قال هشام: حدثني أبي عن أبي صالح عن جعدة [1] بن هبيرة عن سعد بن أبي وقاص قال: «اجتمع نفر من المهاجرين أنا أحدهم حين ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله اعهد إلينا عهدا نأخذ به بعدك! قال: أنا مخلّف فيكم عمي وصنو أبي فما أنتم صانعون؟ قال سعد:
فو الله ما ألقى في روعنا الذي كان» . ومن فضل العباس أنه لم يحل لأحد من الحاج المبيت بمكة ليالي منى [2] إلا العباس وحده. قال هشام [3] وحدثني أبي [4] .
عن الصلت بن [5] عبد الله عن المغيرة [5] بن نوفل بن الحارث قال: «مررت بجابر بن عبد الله الأنصاري وعنده جماعة من الناس فسلمت عليه، فقال:
من الرجل؟ فقلت: المغيرة بن نوفل الهاشمي، فقال: بأبي أنتم وأمي يا بني هاشم! كيف تفلح هذه الأمة أو ترجو شفاعة نبيها وقد ترك فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه فضيعوه واستأثروا [6] عليه» . قال هشام عن أبيه: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع إليه نساؤه وأهل بيته وعمه العباس فقال النساء: به ذات الجنب فهلم فلنلدّه! فلما أفاق قال: أترون أن بي ذات الجنب، أنا أكرم على الله من أن يعذبني بها، لا جرم لا يبقى في البيت أحد إلا لدّ إلا عمي العباس! فجعل يلد [7] بعضهم بعضا» . هشام قال أخبرني أبي عن عكرمة مولى عباس قال: «قال العباس لرسول الله صلى الله عليه: بأبي أنت وأمي! ما لنا إذا رآنا رجال قريش وهم في حديث قطعوه وأخذوا في غيره؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من حفظني فيكم حفظه الله» . هشام قال حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: «مررت بأبي أجول [8] على [1] في الأصل: جاده- بالألف. [2] في الأصل: منا. [3] يعني هشام بن محمد الكلبي. [4] يعني محمد بن السائب الكلبي. [5] في الأصل: عبد الله بن المغيرة، وليس المغيرة جد الصلت بل هو أخو جده. [6] في الأصل: واستأثر و. [7] في الأصل: يلد- بضم الياء، والصواب بفتح الياء وضم اللام من باب نصر. [8] في الأصل: أقول- بالقاف.