وعوفا بعده العوّام رهنا ... ولم نك من قريش أو جرينا [1]
تركنا تسعة للطير منهم ... بمكة والسباع مطرّحينا [2]
فلما أن قضينا الدين قالوا ... نريد السلم قلنا قد رضينا
وضعنا الخرج موظوفا عليهم ... يؤدون الاتاوة [3] آخرينا
لنا في العير [4] دينار مسمى ... به حزّ الحلاقم يتقونا
ولولا ذاك ما جالت [5] قريش ... شمالا في البلاد [6] أو يمينا
فلم يزل ذلك عليهم يؤدونه إلى الأزد حتى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وطرحه فيما طرح من سنن الجاهلية، وقتل المسيب بن عابد بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم وكان لقيهم أبو صفيح [7] الدوسي خال أبي أزيهر فقتلهم.
وأما قول الوليد لبنيه: ونهبي في بني جذيمة ودم أخي [8] ، فكان الوليد أقبل من أرض الحبشة في تجارة ومعه ركب من قريش فيهم عوف بن عبد [9] عوف بن عبد [بن-] [10] الحارث بن زهرة أبو عبد الرحمن بن عوف بن عفان بن أبي العاص بن أمية ومع عوف ابنه عبد الرحمن ومع عفان ابنه عثمان، وقال ابن الكلبي: كانوا أقبلوا من اليمين وقد حملوا مال رجل من بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة إلى ورثته وكان هلك باليمن، فادعاه رجل منهم يقال له خالد بن هشام ولقيهم بأرض بني جذيمة قبل أن يصلوا إلى ورثة الميت فطلبه منهم، فأبوا عليه فقاتلهم بمن معه من قومه على المال ليأخذوه فقاتلوه، فقتل الفاكه بن المغيرة وعوف، ونجا عفان وابنه عثمان وأخذوا مال الفاكه
[1] أو جرينا أي خائفين من وجر يوجر باب سمع يسمع.
[2] طرّح مبالغة طرح، وطرح بالشيء: قذفه. [3] في الأصل: الإتارة- بالراء المهملة، والإتاوة بالواو: الخراج. [4] العير بكسر العين: القافلة. [5] في الأصل: عدلت. [6] كذا في الأصل، لعله في بلاد (مدير) . [7] صفيح كصبيح. [8] هو الفاكه بن المغيرة. [9] في الأصل: عيينة. [10] ليست الزيادة في الأصل.