إذا ما دعوا غبشان [1] يوم كريهة ... وحفوا نواحي غابهم [2] بأسود
غلبنا وأوردنا السمام عدونا ... بضرب يرد [3] الوغد [4] غير حميد
فقال عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي: (الطويل)
ألم تر أن العبد يشتم ربه ... فيترك حينا ثم يهشم حاجبه
فإني زعيم أن تسيروا وتهربوا ... وأن تتركوا الظهران [5] تعوي ثعالبه
وأن تتركوا ماء بجزعة [6] أطرقا [7] ... وأن تسألوا [8] أي الأراك [9] أطايبه
وإنا أناس ما تطل دماؤنا ... ولا يتعالى صاعدا من نحاربه [10]
فأجابه الجون بن أبي الجون: (الطويل)
والله لا يؤتى الوليد ظلامة ... ولما تروا يوما تزول كواكبه
ويصرع منكم مسمن بعد مسمن ... وتفتح بعد الموت قسرا [11] مشاربه [1] غبشان جد خزاعة. [2] الغاب جمع الغابة. [3] في الأصل: برد- بالباء الموحدة. [4] الوغد كقبر: الضعيف العقل. [5] الظهران كمروان: واد قرب مكة ذو عيون كثيرة ونخيل، كانت بها منازل لبني كعب بن خزاعة- معجم البلدان 6/ 91. [6] الجزعة بالكسر والضم: القليل من الماء في الغدير ومجتمع الشجر، وفي سيرة ابن هشام ص 273: بجزعة- بالراء المهملة، وهو خطأ. [7] في الأصل: أطرفي، وفي سيرة ابن هشام ص 273: أطرقا- بالتنوين، وأطرقا بفتح الهمزة وسكون الطاء وكسر الراء: موضع من نواحي مكة عند الظهران، كانت بها منازل كعب بن خزاعة- معجم البلدان 1/ 286. [8] في معجم البلدان 1/ 286: تسلكوا، وهو خطأ. [9] الأراك بفتح الهمزة: واد قرب مكة 1/ 169، وفي سيرة ابن هشام ص 273: أراكة وهو منزل من منازل خزاعة.
[10] في الأصل: نجاوبه- بالجيم المعجمة والواو، والتصحيح من معجم البلدان 1/ 286 [والشطر الثاني في سيرة ابن هشام 1/ 143- مدير] . [11] في الأصل: قصرا- بالصاد المهملة، والتصحيح من سيرة ابن هشام ص 273.