اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 363
قَالُوا: ورآه إِبْرَاهِيم التيمي، وإبراهيم بْن أدهم، وَأَحْمَد بْن حَنْبَل.
وكل هذه الأحاديث لا تثبت والحَدِيث الَّذِي ذكرناه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فيه الحسن بن زيد، قال العقيلي: هُوَ مجهول.
وَفِي الْحَدِيث الثَّانِي السَّلام بْن الطويل، قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشيء. وَقَالَ الْبُخَارِي، والرازيّ، والنسائي، والدار الدّارقطنيّ: هُوَ متروك الْحَدِيث.
وَقَالَ ابْن حيان: يروي الموضوعات كأنه المعتمد لَهَا.
قَالَ: وعبد الحميد بْن بحر لا يحل الاحتجاج بِهِ بحال، وَدَاوُد مجهول، والرجل المرابط لا يدري من هُوَ.
وَقَدْ رَوَى مسلمة بْن مصقلة، أَنَّهُ رأى إلياس وجرى لَهُ مَعَهُ نَحْو مَا سبق.
وربما ظهر الشَّيْطَان لشخص فكلمه، وربما قَالَ بَعْض المتهمين لبعض أنا الخضر، وأعجب الأشياء أَن يصدق القائل أنا الخضر وليس لنا فِيهِ علامة نعرفه بها، وَقَدْ جمعت كتابا سميته عجالة المنتظر بشرح حال الخضر، وذكرت فِيهِ هذه الأحاديث والحكايات ونظائرها وبينت خطأها فلم أر الإطالة بِذَلِكَ هاهنا.
قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بْن المنادي ونقلته من خطه. [1] ، عَنْ تعمير الخضر وهل هُوَ باق فِي الدنيا أم لا، فَإِذَا أَكْثَر المغفلين مغرورون بأنه باق من أجل مَا قَدْ روي، وساق بَعْض مَا قَدْ ذَكَرْنَا، ثُمَّ قَالَ: أما حَدِيث أَنَس فواه بالوضاع، وَأَمَّا خبر ابْن عَبَّاس فضعيف بالحسن بْن رزين، وَأَمَّا قَوْل الحُسَيْن فمأخوذ عَنْ غَيْر أَهْل ملتنا مربوط بقول بَعْضهم أَن الخضر شرب من العين التي قصدها ذي الْقَرْنَيْنِ موصول بِمَا قيل إنه الرجل الَّذِي يقتله الدجال والمسند من ذلك إلى أهل الذمة فساقط لعدم ثقتهم.
وخبر مسلمة فكلا شَيْء، وخبر رياح كالرياح، ثُمَّ مد اللَّه عَلَى السري وضمرة عفى اللَّه عَنْهُمَا.
وأين كَانَ الخضر عَنْ تبشير أَبِي بَكْر وعمر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا بالخلافة.
وَهَذِهِ الأخبار واهية الصدور والأعجاز لا تخلو فِي حالها من أحد أمرين: إما [1] في الأصل كلمة مطموسة.
اسم الکتاب : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 363