اسم الکتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام المؤلف : شفيق جاسر أحمد محمود الجزء : 1 صفحة : 123
رفض المعزية تأييد سنجر وقاموا باعتقاله وولوا قطز هذا المنصب[1]، وقيل إن شجر الدر فور قتلها للسلطان معز الدين أيبك قد عرضت السلطنة على عدد من الأمراء، ولكنهم رفضوها خوفا من المماليك المعزية[2].
وكان أول عمل قام به السلطان علي وأتابكه قطز، هو الأمر بقتل السلطانة السابقة شجر الدر، وذلك بتحريض من والدته، بعد أن ضعف شأن حماتها من المماليك الصالحية، فأمر بحملها إلى أمه حيث أمرت بقتلها، بأن أمرت جواريها "فضربتها الجواري بالقباقيب إلى أن ماتت، وألقوها عن سور القلعة إلى الخندق، وليس عليها سوى سروال وقميص. فبقيت في الخندق أياما. أخذ بعض أراذل العامة تكة سراويلها، ثم دفنت بعد أيام وقد نتنت، فحملت في قفة إلى تربتها قريب المشهد النفيسي"[3].
وكان أول خطر واجه قطز هو محاولة المغيث صاحب الكرك الاستيلاء على مصر في عامي 655_656 هـ (1257_1258م) بمعاونة المماليك البحرية الفارين من مصر. ولكن قطز قضى على هاتين المحاولتين ثم قام بعزل السلطان علي بن معز الدين أيبك، مستغلا في ذلك ما أصاب المصريين من ارتباك أثر سماعهم بما حل ببغداد، وبنوايا التتار تجاههم، ووصولهم إلى حلب. وتم له ذلك في عام 657 هـ (1258م) ، حيث عزله ونفاه مع أمه وإخوانه[4]. وبدأ قطز في إعداد مصر للتصدي للخطر المغولي، وتمكن بفضل الله كما سنبين فيما بعد من التصدي للمغول وهزيمتهم في معركة عين جالوت الحاسمة في الخامس عشر من رمضان عام 658 هـ (. 126م) . وبعد أن رتب الأوضاع في الشام عاد إلى مصر التي استعدت لاستقباله استقبال الفاتحين، ولكن أعداءه الألداء من المماليك قتلوه غيلة في قرية القصير إحدى قرى مركز فاقوس، بمديرية الشرقية، وذلك في السابع عشر من ذي الحجة [1] ذكر جوزيف نسيم في كتابه " العدوان الصليبي على بلاد الشام" ص 140، حاشية 1 ما موجزه: إن هناك خلافات بين المؤرخين حول نهاية الدولة الأيوبية وبداية الدولة المملوكية، فقد ذكر الغزي في (تاريخ حلب: 3/126) أن الصالح نجم الدين أيوب هو آخر الملوك الأيوبيين. كما ذكر آخرون أن آخرهم هو ابنه تورانشاه. (نهاية الأرب: جـ7) لوحة 95. المقريزي: السلوك: جـ1 قسم 2 ص 361) كما رأى فريق ثالث أن الطفل الملك الأشرف موسى هو آخر الملوك الأيوبيين (عقد الجمان: جـ 8 قسم 2 لوحة33، العبر: 5/363، المختصر: 3/199) . وذكر فريق رابع أن معز الدين أيبك هو أول ملوك الترك. (السيوطي: الأشرف قايتباي ورقة 13/ب) . وذكر آخرون أن شجر الدر هي آخر الأيوبيين باعتبارها زوجة الملك الصالح.
انظر: جوزيف نسيم: العدوان الصليبي على الشام ص140، والأصح أن تورانشاه هو آخر الأيوبيين وشجر الدر أول المماليك. [2] أبو المحاسن، النجوم: 6/375. [3] المقريزي، السلوك: 1/404. [4] ابن كثير (ت 774هـ) ، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل، البداية والنهاية، 14 جزءاً: 13/216، دار الفكر العربي.
اسم الکتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام المؤلف : شفيق جاسر أحمد محمود الجزء : 1 صفحة : 123