اسم الکتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام المؤلف : شفيق جاسر أحمد محمود الجزء : 1 صفحة : 111
جهة وبين أبناء البيوتات الأخرى مثل آل زنكي وأهل البلاد الآخرين حروب مشابهة[1]، مما اضطر كل منهم للبحث عن عصبية تحميه وقت الشدة، وتساعده في صد أعدائه، فكان الإكثار من الرقيق الأبيض (المماليك) خير وسيلة لتحقيق ذلك وللوقوف في وجه الصليبيين في الشام، ولذلك بني لهم الملك الصالح- نجم الدين أيوب 637-647 هـ (1240-1250م) المعسكرات في جزيرة الروضة 638 هـ (1241م) وسماهم بالمماليك البحرية[2] الصالحية، وسكن في القلعة عندهم ورتب جماعة منهم حول دهليز، واعتمد عليهم في صد غزوة لويس التاسع بمصر.
ومما زاد من دالتهم عليه كونهم قد دبروا مؤامرة لخلع العادل الثاني وأحلوا الملك الصالح محله 637 هـ (1239م) ، ثم زاد خطرهم حتى أنهم دبروا مؤامرة لقتله عندما غضب عليهم لإهمالهم في الدفاع عن دمياط أمام لويس التاسع[3] عام 647 هـ، ولولا مرضه الذي توفى فيه لما نجا من شرهم[4]. [1] عاشور: سعيد عبد الفتاح، العصر المملوكي في مصر والشام، ص: 3. [2] نسبة إلى بحر النيل الذي أحاط بثكناتهم في جزيرة الروضة، ولكن الدكتور أحمد مختار العبادي في كتابه "قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام " ص: 97 يرى أن هده النسبة غير صحيحة، وكان أول من شك في صحتها هو الأستاذ محمد مصطفى زيادة في بحثه المنشور بمجلة كلية آداب القاهرة، المجلد الرابع، 1936م، بعنوان: (بعصر ملاحظات جديدة في تاريخ دولة المماليك) ، وان مما يؤيد عدم صحة هذه النسبة إلى بحر النيل أن المؤرخين المعاصرين للصالح أيوب أمثال ابن واصل، وأبي شامة، لم يشيروا إلى بحر النيل كأصل لكلمة بحرية، وان المتأخرين كالمقريزي وأبو المحاسن مم الذين أوردوا هذه التسمية. بالإضافة لأن الفاطميين قد استعملوا هذه التسمية قبل الملك الصالح، فكانوا يطلقون على قسم من جنسهم اسم (العمل البحرية) (أبو المحاسن 874هـ (1465م) جمال الدين يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرةَ، 13جزءاً، القاهرة، 1943: 4/ 90، كما أن جد الملك الصالح وهو السلطان العادل الأول كانت له فرقة مماليك سماها (البحرية العادلة) . د. محمد زيادة، المرجع السابق. وذكر الخررجي علي بن حسن (القرن الثامن الهجري) في العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، جزءان 1/82، أن سلطان اليمن نور الدين عمر بن رسول 647 هـ (1249م) كان له مماليك بحرية رغم بعد اليمن عن نهر النيل. والأغلب أن التسمية جاءت من أنهم جلبوا من وراء البحار، حيث ذكر جونفيل الذي حارب جند المماليك في حملة لويس التاسع وأسر- "إنهم سموا بحرية أو رجال ما وراء البحر". Joinville, jean sire de history of st. Louis. Tr. Joan Evans. P. 84 [3] انظر: حول سيرة لويس التاسع، العدوان الصليبي على مصر للدكتور جوزيف نسيم يوسف، دار النهضة العربية، ص:33 وما بعدها. [4] المقريزي 845 هـ- 1442، السلوك: 1/ 146-147، تحقيق محمد زيادة، القاهرة،1930م.
أساليب تربية وتدريب هؤلاء المماليك:
عني سلاطين الأيوبيين ومن بعدهم سلاطين المماليك، بتربية مماليكهم تربية خاصة، وتثقيفهم وتعليمهم فنون الحرب والقتال، وخصصوا لذلك ثكنات عسكرية في قلعة الجبل
اسم الکتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام المؤلف : شفيق جاسر أحمد محمود الجزء : 1 صفحة : 111