اسم الکتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام المؤلف : شفيق جاسر أحمد محمود الجزء : 1 صفحة : 108
التي مفردها (مولى) [1]، والتي تعني- اصطلاحا- عند المؤرخين المسلمين: كل من أسلم من غير العرب. فالموالي قد يكون أصل بعضهم من أسرى الحروب الذين استرقوا ثم أعتقوا، أو من أهل البلاد المفتوحة الذين انضموا إلى العرب فصاروا موالي بالحلف والموالاة[2].
والرق وأسباب الاسترقاق قديم قدم الإنسان، عرفته الأمم الغابرة من سكان ما بين النهرين، ووادي النيل، واليونان، والرومان، والعرب في الجزيرة العربية، وأقرته معظم الديانات كاليهودية والنصرانية، أما الإسلام فإنه لم ينص على إلغائه وتحريمه صراحة، ولكنه حض على تحرير الأرقاء، وعلى حسن معاملتهم، كما نظم العلاقة بينهم وبين سادتهم[3] بما يجعلهم إخوانا في الإسلام والإنسانية متحابين، يعلم كل منهم حقوقه وواجباته، حتى صار الكثيرون من الموالي شديدي الوفاء والإخلاص لسادتهم.
والتاريخ الإسلامي ملئ بأمثلة تدل على أن المسلمين استجابوا لشرائع دينهم، فأكرموا هؤلاء الموالي والأرقاء، ووثقوا بهم، ورفعوهم إلى أعلى الدرجات، ولو أردنا أن نذكر جميع الأمثلة على ذلك لأطلنا، ولكنني أجتزئ بعض الأمثلة على ذلك، فقد تولى وردان مولى عمرو بن العاص خراج مصر[4]، واستعمل مسلمة بن مخلد- والي مصر وأفريقيا في عهد معاوية بن أبي سفيان- استعمل مولاه أبا المهاجر دينار على أفريقية عام 50 هـ[5]. كما ولى أفريقية عام 73 هـ تليد مولى عبد العزيز بن مروان[6]. وكان موسى بن نصير القائد [1] المولى والولي: بمعنى واحد في كلام العرب، وهو يدل على عدة مسميات، فهو الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار؟ وابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق. ابن منظور: لسان العرب: 5/ 409، القاموس المحيط: 4/ 294. انظر: د. جميل المصري، الموالي، موقف الدولة الأموية منهم، صر: 23، دار أم القرى للنشر والتوزيع، عمان، 1988م، الطبعة الأولى. [2] ابن خلدون، عبد الرحمن بن أحمد (8. 8هـ _ 5 140 هـ) ، مقدمة ابن خلدون، ص: 96، بيروت، 1900 م. [3] حض الإسلام على تحرير الأرقاء، وجعل ذلك من أعظم الصدفات وكفارة للظهار والأيمان، والقتل الخطأ وغير ذلك من الذنوب الكبيرة {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ} سورة البلد، آية: 11، 12. كما حض الرسول صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الرقيق (إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم؟ فمن كان أخو تحت يده، فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفهم ما يثقلهم، فإن كلفتموهم فأعينهم عليه) صحيح البخاري جـ 1 باب 22 الإيمان [4] ابن عبد الحكم، 257 هـ- 874 م، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم، فتوح مصر "والمغرب، 1924 م. [5] الطبري، 0 31 هـ- 923 م، أبو جعفر محمد به جرير، تاريخ الرسل والملوك، 13 جزءا 0 189، ص 67، وابن عبد الحكم ص:197. [6] ابن عبد الحكم، ص: 203.
اسم الکتاب : المماليك البحرية وقضائهم على الصليبيين في الشام المؤلف : شفيق جاسر أحمد محمود الجزء : 1 صفحة : 108