اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 39
"السفه" الذي هو الحلم، والأنفة والخفة والغضب وماإلى ذلك من معان، وهي أمور كانت جد واضحة في حياة الجاهليين، ويقابلها الإسلام، الذي هو مصطلح مستحدث أيضًا ظهر بظهور الإسلام، وعمادة الخضوع لله والانقياد له[1] ونبذ التفاخر بالأحساب والأنساب والكبر وما إلى ذلك من صفات نهى عنها القرآن الكريم والحديث.
وقد وردت الكلمة في القرآن الكريم في مواضع منه[2]، منها آية سورة الفرقان: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} [3]، وآية سورة البقرة: {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [4]، وآية سورة الأعراف: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [5]، وآية هود: {إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [6]. وفي كل هذه المواضع ما ينم على أخلاق الجاهلية. وقد ورد في الحديث: "إذا كان أحدكم صائمًا، فلا يرفث ولا يجهل" [7]، وورد أيضًا: "إنك امرؤ فيك جاهلية" [8] وبهذا المعنى تقريبًا وردت الكلمة في قول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق الجاهلينا9
أي: لا يسفه أحد علينا، فنسفه عليهم فوق سفههم، أي نجازيهم جزاء يربي عليه. [1] فجر الإسلام "ص87،
Ency, vol. I, p. 999, ,uh. Stud. Bd. I, s. 244 f. [2] راجع فهارس القرآن الكريم [3] سورة الفرقان، اية 63، تفسير الطبري "19/ 21" "إنهم يمشون عليها بالحلم، لا يجهلون على من جهل عليهم"، بلوغ الأرب" 1/ 16". [4] سورة البقرة، آية 67. [5] سورة الأعراف 7 آية 198، تفسير الطبري "9/ 104"، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري، هامش تفسير الطبري" 9/ 105". [6] سورة هود11 آية 46. [7] بلوغ الأرب"1/ 16". [8] ذيل أقرب الموارد" 3/ 115"، فجر الإسلام "1/ 87"، بلوغ الأرب "1/ 16 فما بعدها".
9 بلوغ الأرب "1/ 16"، محيط المحيط ص309، أساس البلاغة "1/ 145، فجر الإسلام "1/ 87"، شرح المعلقات السبع للزوزني 151.
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 39