responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 1  صفحة : 351
أما النبي "برخيا" الذي زعم الأخباريون أنه هو الذي أشار على "بختنصر" بغزو "حضور"، فهو "باروخ بن نيريا "نريا" بن محسيا" شقيق "سرايا" "sEraiah"[1]. وقج كان كاتبًا، محبًّا مخلصًا للنبي "أرميا"[2]، وكان يكتب لأرميا، وهو الذي كلّفه النبي "أرميا" الذهاب إلى "بختنصر" حاملًا رسالة إلى الملك[3]. وهي الرسالة المدوّنة في أسفار "أرميا". وقد ذهب إلى بابل وقابل الملك، ثم عاد إلى القدس حيث هاجم "بختنصر" القدس واستولى عليها بتحريض من هذا النبي نبيّ العبرانيين!
ترى أن الأخباريين أخذوا قصة عزو "بختنصر" لحاصور، القصة الواردة في أسفار "أرميا"، وجعلوها غزوًا لشعب "حضور" في اليمن، وهو موضع بعيد لا يعقل وصول "بختنصر" إليه، وأضافوا إليه شيئًا من الزخارف التي وضعها "ابن الكلبي" أو غيره كإقحام اسم عدنا ومعدّ بن عدنان واسم نبي عربي جنوبي في القصة، ولم يكفهم ذلك، فجعلوا "برخيا" من أهل "نجران"، وجعلوه يقطع المسافة ما بين نجران وبابل، ليكلّف "بختنصر" غزو العرب. وصيّروا "حاصور" "حصور" الورادة في "أرميا" "حضور" و "حضوراء"، وجعلوه في اليمن، ولم ينسوا البحث عن سبب، فجعلوه اعتداء أهل "حضور" علي نبيهم.
أما "حاصور" التوراة، فإنها أرضون تقع في "العربية، كانت فيها ممالك صغيرة، أو مشيخات، كما يفهم ذلك من عبارة "أرميا" "وعن ممالك حاصور"[4]. وكانت تتاخم "قيدار" ولعلها كانت في البادية[5]. ويرى علماء التوراة أن سكانها كانوا من أهل المدر، ويقيمون في بيوت ثابتة، وقد أطلق كلمة "حاصور" "hazor" عليهم تمييزا لهم عن أهل الوبر، وكانت ديارهم في جنوب فلسطين أو شرقها[6].

[1] أرميا، إصحاح 25، الآية 59.
[2] أرميا، إصحاح 32، الآية 12، قاموس الكتاب المقدس "1/ 204"، وقد سجن مع أرميا في القدس وكانا يعراضان الملك "يهو ياقيم".
"604 ق. م"، Hastings, P. 85, Enc. Bibli. P. 491.
[3] قاموس الكتاب المقدس "1/ 204".
[4] أرميا، إصحاح 49، الآية 28.
[5] Hastings, P. 334.
[6] Enc., Bibli., P., 1978.
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست