responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 1  صفحة : 335
العرب البائدة"[1].
أما مواطن طسم، فكانت اليمامة، وعند بعضهم الأحقاف والبحرين[2]. وقد زعم الأخباريون أن طسمًا وجديسًا سكنتا اليمامة معًا, وهي إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها, ثم انتهى الملك إلى رجل ظالم غشوم من "طسم" يقال له "عمليق" أو "عملوق" استذلّ جديسًا, وأهانها, فثارت جديس وقتلت عمليقًا ومن كان معه من حاشيته، واستعانت طسم بـ "حسّان بن تبع" من تبابعة اليمن، فوقعت حرب أهلكت طسمًا وجديسًا, وبقيت اليمامة خالية، فحلّ بها "بنو حنيفة" الذين كانوا بها عند ظهور الإسلام[3].
وذهب نفر من المستشرقين إلى أن طسمًا من الشعوب الخرافية التي ابتدعها الأخباريون، غير أنه لا يستبعد أن يأتي يوم قد يعثر فيه على أخبار هؤلاء القوم وعلى اسمهم في الكتابات. وقد وردت في نصّ يوناني عثر عليه في "صلخد"، ويعود تأريخه إلى سنة "322م" جملة "أنعم طسم"، فلا يستبعد أن يأتي اليوم الذي نقرأ فيه نصوصًا تعود إلى طسم4.
ويروي أهل الأخبار أن "الأسود بن رباح"، وهو قاتل عمليق، هرب بعد ذلك من اليمامة إلى جلبي طيء، فأقام بهما إلى أن جاءت طيء، وأمر سيدهم "سامة بن لؤي" ابنه الغوث أن يقتل الأسود، بعد أن رأوا ضخامة جسمه بالنسبة إلى أجسامهم، وخافوا منه، فجاء إليه الغوث، ثم أخذ يكلمه، ثم باغته بأن رماه بسهم قتله، واستقرت طيء بالجبلين[5].
وذهب "جرجي زيدان" إلى أن "طسمًا" هي لطوشيم"[6]، وهي قبيلة من العرب ورد اسمها في التوراة على أنها من نسل "ددان بن يقشان" وورد

[1] الأغاني "11/ 103"، اللسان "15/ 256"، الأغاني "10/ 45"، الطبري "1/ 206"، دار المعارف.
[2] ابن خلدون "2/ 24"، الطبري "1/ 206", المعارف لابن قتيبة "13" enc,,vol,I, p,, 992.
[3] وعند الطبري أنه "تبان أسعد كرب ملكي كرب" ابن خلدون "2/ 25" المعارف "308"، الأمثال للميداني "1/ 192"، "2/ 690" الأغاني "10/ 45" "10/ 89" "بيروت"
D. H. Mueller, Suedarabische Studien, S. 67.
[5] ابن خلدون "2/ 25"، الأغاني "10/ 47"، "10/ 92" "طبعة بيروت".
[6] الهلال، الجزء العشرون، السنة الخامسة، حزيران "1897م"، "ص776"
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست