اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 242
وقد تحدث "فلبي" عن هبوط مستوى مياه بعض الآبار التي زارها عام 1917م في الخرج[1]، كما تحدث غيره من السياح عن حوادث مشابهة حدثت في تهامة والحجاز وأماكن أخرى2.
ويعزو علماء طبقات الأرض انخفاض مستوى سطح الماء في جزيرة العرب إلى عوامل أخرى، إضافة إلى الجفاف مثل هبوط درجات الضغط على قشرة الأرض. وقد رأى الخبير الأمريكي "تويجل" "twitchell"، أن الماء قد انخفض زهاء سبع وعشرين قدمًا عن مستواه الذي كان عليه قبل ألفي عام[3]. ومن العلماء من يرى أن مستوى سطح الماء في البحر الأحمر وفي الخليج العربي قد انخفض كذلك، فذهب بعض علماء دراسة التوراة إلى أن مستوى سطح الماء في خليج السويس قد انخفض "25" قدمًا عما كان عليه في "أيام الخروج[4]- exodus". وذهبت جماعة منهم إلى أن هذا الهبوط لم يكن كبيرًا، وإنما بلغ زهاء ست أقدام أو أقل من ذلك في خلال ثلاثة آلاف سنة[5]. أما مستوى سطح الخليج العربي، فقد هبط على رأي بعضهم زهاء عشر أقدام أو خمس أقدام خلال ألفي عام، وإن ماء البحر قد تراجع في هذه المدة، ويستدلون على ذلك بوجود السباخ في الأحساء والقطيف، وهي، في رأيهم، من بقايا تأثر البحر في الأرض وربما ذهب إليه بعضهم من أن الربع الخالي، وقد عثر فيه على بقايا بحر واسع في السهل المنخفض الذي يقال له أبو بحر، كان متصلًا بالبحر العربي[6]. ومهما يكن من شيء، فإن هبوط مستوى سطح الماء مهما كان مقداره قد أثر في سطح الأرض.
وقد وجد السياح محارًا من النوع الذي يكون في المياه العذبة، وأدوات من الصوان ترجع إلى ما قبل التأريخ والعصور الحجرية، وبقايا عظام ترجع إلى هذه العصور في مناطق صحراوية، ويدل وجودها فيها على أنها كانت مأهولة، وأنها لم تهمل إلا لعوارض طبيعية قاهرة لم يكن من الممكن التغلب عليها، حولت [1] Philby, The Heart of Arabia, P., 37, 38, BOASOR, SuppL, Nos, 7-9, P., 41.
راجع كتاب "موريتس" المذكورDiscoveries, P., 83. [3] Twltchell, Saudi Arabia, P., 44, 51. [4] BOASOR, Suppl., Stud., Nos, 7-9, P. 42. [5] المصدر نفسه [6] Philby, The Heart of Arabia, P., 31, Dougherty, The Sealand, P., 160.
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 242