اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 224
العالم في ذلك الزمان عن النسب والأنساب وتوزع البشر[1]. فحشرت التوراة في السامية شعوبًا لا يمكن عدّها من الشعوب السامية، مثل "العيلاميين" "elam" و "اللوديين" "ludim" "lud"، وأقصت منها جماعة من الواجب عدّها من الساميين، مثل الفينيقيين" و "الكنعانيين"[2].
ويرى "بروكلمن" أن العبرانيين كانوا قد تعمدوا إقصاء الكنعانيين من جدول أنساب سام، لأسباب سياسية ودينية، مع أنهم كانوا يعلمون حق العلم ما بينهم وبين الكنعانيين من صلات عنصرية ولغوية[3].
وقد رَجَع الإصحاح العاشر من التكوين نسب الفينيقيين والسبئيين إلى حام، جد الكوشيين، ذوي البشرة السوداء، مع أنهم لم يكونوا من الحاميين، وقد يكون ذلك بسبب وجود جاليات فينيقية وسبئية في إفريقية، فعدّ كتبة التوراة هؤلاء من الحاميين[4].
وقد عرف المسلمون اسم "سام بن نوح"، وقد كان لا بد لهم من البحث عن أولاد "نوح" لما لذلك من علاقة بما جاء عن "نوح" وعن الطوفان في القرآن الكريم. وقد روي أن رسول الله قال: "سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، وحام أو الحبش"[5]، وقد روى "الطبري" جملة أحاديث عنه في هذا المعنى. وقد لاحظت أنها كلها وردت من طريق "سعيد بن أبي عروبة" عن "قتادة" عن "الحسن" عن "سمرة بن جندب"، وهي في الواقع حديث واحد، ولايختلف إلا اختلافًا يسيرًا في ترتيب الأسماء أو في لفظ أو لفظين[6].
ومن هنا يجب أن يدرس هذا الحديث وكل الأحاديث المنسوبة إلى الرسول في هذا الباب دراسة وَافِية، لنرى مدى صحة نسبتها إلى الرسول، كما يجب دراسة ما نسب إلى عبد الله بن عبّاس أو غيره في هذا الشأن، فإن مثل هذه الدراسات تحيطنا علمًا برأي المسلمين أيام الرسول وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى في نسبتهم إلى سام بن نوح[7]. [1] George Aaron Barton, Semitic, and Hamitlc Origins, London, 1934, P., 1,
2 "التكوين، الإصحاح العاشر" الآية1، فما بعدها،
Hastings, P., 945, Ency. of Relig.and Ethic., Vol., H, PP., 37 378, Barton, P. I. [3] Brockelman, Sprachwissenschaft, S., 15. [4] Reynold, A. Nicholson A Literary History of the As*abs, P., XV.
5 "الطبري "1/ 209" "دار المعارف". [6] الطبري "1/ 209" "دار المعارف". [7] الإكليل"1/ 64".
اسم الکتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام المؤلف : جواد علي الجزء : 1 صفحة : 224