responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعجب في تلخيص أخبار المغرب المؤلف : المَرَّاكُشي، عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 63
فلا تغرَّنْكَ من دنياك نومتها ... فما صناعة عينيها سوى السَّهَرِ
ما لليالي -أقال الله عَثْرَتنا- ... من الليالي وخانتْها يد الغِيَرِ1
في كل حين لها في كل جارحةٍ ... منا جراح وإن زاغت عن النظرِ
تسر بالشيء, لكن كي تَغُرَّ به ... كالأَيْم ثار إلى الجاني من الزَّهَرِ
كم دولةٍ وليت بالنصر خدمتها ... لم تبقِ منها -وسل ذكراك- من خبرِ
هَوَتْ بدارا وفَلَّتْ غَرْبَ قاتله ... وكان عَضْبًا على الأملاك ذا أُثرِ2
واسترجعت من بنى ساسان ما وهبت ... ولم تدع لبنى يونانَ من أَثرِ3
وألحقت أختها طَسْمًا، وعاد على ... عاد وجُرْهُمَ منها ناقض المِرَرِ4
وما أقالت ذوي الهيئات من يَمَنٍ ... ولا أجارت ذوي الغايات من مُضَرِ5
ومزقت سبأً في كل قاصية ... فما التقى رائح منهم بمبتكرِ6
وأنفذت في كليب حكمها، ورمت ... مُهَلْهِلًا بين سمع الأرض والبصرِ7
ولم ترد على الضِّلِّيل صحته ... ولا ثَنَتْ أسدًا عن ربها حُجُرِ8
ودوخت آل ذبيان وإخوتهمْ ... عبسًا، وغصت بني بدر على النهَرِ9

1- العثرة: الزلة. الغير: غير الدهر: أحواله وأحداثه المتغيرة.
2- دارا: من ملوك الفرس، لبث في الحكم ثلاثين عامًا، وقتله الإسكندر. فَلَّ السيف فَلًّا: ثلمه وكسر حده. الغرب: أول كل شيء وحده. العضب: السيف القاطع. الأملاك: الملوك.
الأثر: فرند السيف: ما يلمح في صفحته من أثر تموج الضوء.
3- بنو ساسان: الأكاسرة من ملوك فارس.
4- طسم، وعاد، وجرهم: من قبائل العرب القديمة.
5- أقالت: يقال: أقال الله عثرته: صفح عنه وتجاوز.
6- سبأ: قوم ورد ذكرهم في قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} إلى قوله: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ:16-20] . الرائح: العائد إلى داره في العشي. المبتكر: الخارج منه صباحًا.
7- كليب: هو كليب بن ربيعة الذي يقال فيه: "أعز من كليب"؛ لما بلغه من عز وشرف وسؤدد.
ومهلهل: أخوه، وقد قتله بعض عبيده غدرًا.
8- الضليل: هو الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بن حجر الكندي، ملك كندة، وكانت قبيلة أسد قد قتلت أباه حجرًا، فحمل امرؤ القيس عبء الثأر له، وحارب أسد في مواقع عدة، حتى أدركه الأجل في "أنقرة" من بلاد الروم.
9- ذبيان، وعبس: أخوان من بني بغيض بن ريث بن غطفان، بنو بدر: بطن من ذبيان.
اسم الکتاب : المعجب في تلخيص أخبار المغرب المؤلف : المَرَّاكُشي، عبد الواحد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست