responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المختصر في أخبار البشر المؤلف : أبو الفداء    الجزء : 1  صفحة : 48
لليونانيين، ونقْلها إِلى اللغة الفارسية، ويقال: إِن في زمانه استخرجت العود، وهي الملهاة التي يغني بها، وكان موت سابور المذكور لمضي أربعة أشهر من سنة تسع وخمسين وخمسمائة للإِسكندر.
ثم ملك بعده ابنه هرمز بن سابور سنة واحدة وستة أشهر، وكان عظيم الخلق شديد القوة، وكان يلقب البطل لشجاعته، وكان موته في أواخر سنة خمسمائة وستين للإسكندر.
ثم ملك ابنه بهرام بن هرمز ثلاث سنين وثلاثة أشهر، واتبع سيرة آبائه في حسن السياسة والرفق بالرعية، وكان موته في أول سنة أربع وستين وخمسمائة بعد مضي شهر منها.
ثم ملك بعده ابنه بهرام بن بهرام سبع عشرة سنة، فيكون موته في أول سنة إحدى وثمانين وخمس مائة للإسكندر.
ثم ملك بعده ابنه بهرام بن بهرام بن بهرام أربع سنين وأربعة أشهر، وسلك سبيل آبائه من العدل والسياسة، ومات في سنة خمس وثمانين وخمسمائة بعد مضي سبعة أشهر منها.
ثم ملك بعده أخوه نرسي بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أزدشير ابن بابك، وملك تسع سنين فيكون موته في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، بعد مضي سبعة أشهر منها.
ثم ملك بعده ابنه هرمز بن نرسي تسع سنين أيضاً، فيكون هلاكه لمضي سبعة أشهر من سنة ثلاث وستمائة، ولما مات هرمز لمٍ يكن له ولد، وكانت بعض نسائه حاملاً، فعقدوا التاج على ما في جوفها، فولدت ابناً وسموه سابور.
وهو سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أزدشير بن بابك. وبقي سابور حتى اشتد وظهر منه نجابة عظيمة من صباه، وكان أول ما ظهر منه أنه سمع ضجيج الناس بسبب الزحمة على الجسر الذي على دجلة بالمدائن، فقال: ما هذه الجلبة. فقالوا بسبب زحمة الخارجين والداخلين على الجسر. فأمر أن يعمل إِلى جانب الجسر جسراً آخر ليكون أحد الجسرين للخارجين والآخر للداخلين، فعملوه، فزال ما كان يحصل من الزحام، فاستعجب الناس لنجابته، وفي أيام صباه طمعت العرب في بلاده وخربوها، فلما بلغ سابور المذكور من العمر ست عشرة سنة، انتخب من فرسان عسكره عدة اختارها وسار بهم إِلى العرب، وقتل من وجده منهم، ووصل إِلى الحسا والقطيف، وشرع يقتل ولا يقبل فداء، وورد المشقر وبه أناس من تميم وبكر بن وائل، وعبد القيس، فسفك من دمائهم ما لا يحصى، وكذلك سار إِلى اليمامة وسفك بها، ولم يمر بماء للعرب إلا وغوره، ولا بئر إِلا وطمها، ثم عطف على ديار بكر وربيعة، فيما بين مملكة فارس ومملكة الروم، وصار ينزع أكتاف العرب فسمي سابور ذا الأكتاف، وصار عليه ذلك لقباً، ثم غزا سابور المذكور الروم، وقتل فيهم وسبى، ثم هادنه قسطنطين ملك الروم، واستمر على ذلك حتى توفي قسطنطين في سنة خمس وأربعين مضت من ملك سابور المذكور وعمره، وملكت بنو قسطنطين وهلكوا في مدة ملك سابور المذكور، ثم ملك على الروم لليانوس، وارتد إِلى عبادة الأصنام وقتل النصارى،

اسم الکتاب : المختصر في أخبار البشر المؤلف : أبو الفداء    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست