اسم الکتاب : المختصر في أخبار البشر المؤلف : أبو الفداء الجزء : 1 صفحة : 139
وعرفهم بذلك، قالوا له: إِن أحببت أنك تطوف بالبيت فطف، فقال: ما كنت لأفعله حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسكوه وحبسوه، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ عثمان قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نبرح حتى نناجز القوم " ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى البيعة،، فكانت بيعة الرضوان، تحت الشجرة، وكان الناس يقولون بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وكان جابر يقول: لم يبايعنا إِلا على أننا لا نفر، فبايع رسول الله عليه السلام الناس، ولم يتخلف أحد من المسلمين إِلا الجد بن قيس استتر بناقته، وبايع رسول الله عليه السلام لعثمان في غيبته، فضرب بإِحدى يديه على الأخرى، ثم أتى النبي الخبر أن عثمان لم يقتل.
الصلح بين النبي وقريش
صلى الله عليه وسلم وقريش
ثم إِن قريشاً بعثوا سهيل بن عمرو في الصلح، وتكلمّ مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فلما أجاب إِلى الصلح، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله أو لست برسول الله، أولسنا بالمسلمين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى، قال: فعلام نعُطي لبينة في ديننا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا عبد الله ورسوله ولن أخالف أمره، ولن يضيعني " ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن أكتب باسمك اللهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم، ثم قال: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله، لم أقاتلك، ولكن أكتب اسمك واسم أبيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، سهيل بن عمرو، على وضع الحرب عن الناس عشر سنين، وأنّه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأشْهد في الكتاب على الصلح، رجالاً من المسلمين والمشركين، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما خرجوا من المدينة، لا يشكون في فتح مكة، لرؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأوا ما رأوا من الصلح، والرجوع، داخل الناس من ذلك، أمر عظيم حتى كادوا يهلكون، ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، نحر هديه وحلق رأسه، وقام الناس أيضاً فنحروا وحلقوا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يومئذ " يرحم الله المحلقين "، قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال: " رحم الله المحلقين حتى أعادوا، وأعاد ذلك ثلاث مرات، ثم قال: " والمقصرين " ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى المدينة، وأقام بها حتى خرجت السنة ثم دخلت سنة سبع.
غزوة خيبر
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في منتصف المحرم من هذه السنة، أعني سنة سبع،
اسم الکتاب : المختصر في أخبار البشر المؤلف : أبو الفداء الجزء : 1 صفحة : 139