اسم الکتاب : الفتنة ووقعة الجمل المؤلف : سيف بن عمر الجزء : 1 صفحة : 65
لما قضى عثمان[1] في ذلك المجلس حاجاته وعزم وعزم له المسلمون على الصبر والإمتناع عليهم بسلطان الله قال: اخرجوا رحمكم الله فكونوا بالباب وليجامعكم هؤلاء الذين حبسوا عني وأرسل إلى طلحة والزبير وعلي وعدة: أن ادنوا فاجتمعوا فأشرف عليهم فقال: يا أيها الناس اجلسوا فجلسوا جميعا المحارب الطارئ والمسالم المقيم فقال: يا أهل المدينة إني أستودعكم الله وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي وإني والله لا أدخل على أحد بعد يومي هذا حتى يقضي الله في قضاءه ولأدعن هؤلاء وما وراء بابي غير معطيهم شيئا يتخذونه عليكم دخلا في دين الله أو دنيا حتى يكون الله عز وجل الصانع في ذلك ما أحب وأمر أهل المدينة بالرجوع وأقسم عليهم فرجعوا إلا الحسن ومحمدا وابن الزبير وأشباها لهم[2] فجلسوا بالباب عن أمر آبائهم وتاب عليهم إليهم ناس كثير ولزم عثمان الدار. [1] - عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان. ط 4 – 385. [2] - كان الصحابة يهدفون من ذلك إظهار تأييدهم لعثمان. وبذلك يدرك المنحرفون الذين كان عامتهم – وليس مدبرو الفتنة منهم – يميلون إلى تولية أحد الصحابة بعده.
الحصار:
كان الحصر[3] اربعين ليلة والنزول سبعين فلما مضت من الأربعين ثماني عشرة قدم ركبان من الوجوه فأخبروا خبر من قد تهيأ إليهم من الآفاق: حبيب من الشام ومعاوية من مصر والقعقاع من الكوفة ومجاشع من البصرة فعندها حالوا بين الناس وبين عثمان ومنعوه كل شيء حتى الماء وقد كان يدخل علي بالشيء مما يريد وطلبوا العلل فلم تطلع عليهم علة فعثروا في [3] - عن أبي حارثة وأبي عثمان ومحمد وطلحة, ط 4 – 385.
اسم الکتاب : الفتنة ووقعة الجمل المؤلف : سيف بن عمر الجزء : 1 صفحة : 65