اسم الکتاب : الفتنة ووقعة الجمل المؤلف : سيف بن عمر الجزء : 1 صفحة : 112
من أهل الأمصار وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا أن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإرب واستعمال من حدثت سنه وقد استعمل اسنانهم قبله ومواضع من مواضع الحمى حماها لهم وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحا لهم فلما لم يجدوا حجة ولا عذرا خلجوا وبادوا بالعدوان ونبا فعلهم عن قولهم فسفكوا الدم الحرام واستحلوا البلد الحرام وأخذوا المال الحرام واستحلوا الشهر الحرام والله لإصبع عثمان خير من طباق الارض أمثالهم فنجاة من اجتماعكم عليهم حتى ينكل بهم غيرهم ويشرد من بعدهم ووالله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه1 كما يماص الثوب بالماء فقال عبد الله بن عامر الحضرمي: هأنذا لها أول طالب - وكان أول مجيب ومنتدب.
1- في نهاية ابن الأثير: "في حديث عائشة قالت عن عثمان: مصتموه كما يمص الثوب, ثم عدوتم عليه فقتلتموه, الموص: الغسل بالأصابع, يقال: مصته أموصه موصا, أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه, فلما أعطاهم ما طلبوه قتلوه. توجه عائشة إلى المدينة وعودتها:
خرجت عائشة2 رضي الله عنها نحو المدينة من مكة بعد مقتل عثمان فلقيها رجل من أخوالها فقالت: ما وراءك؟ قال: قتل عثمان واجتمع الناس على علي والأمر أمر الغوغاء فقالت: ما أظن ذلك تاما ردوني فانصرفت راجعة إلى مكة حتى إذ دخلتها أتاها عبد الله بن عامر الحضرمي – وكان
2- عن عمرو بن محمد, عن الشعبي, ط 4 – 449.
اسم الکتاب : الفتنة ووقعة الجمل المؤلف : سيف بن عمر الجزء : 1 صفحة : 112