اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 226
رويدك لا تعجل فما أنت بعلها ... سيأتيك فتَّاك يعلمك الضربا
فان تك ذا عزم فلا تك هارباً ... كعادة من قد صرت من بعده عقبا
وسائل جبال اللوز عنا وعنكم ... فأفضلكم ولى وخلفكم نهبا
فعاملتكم بالصفح إذ هو شميتي ... وما انتم تعفون عن واقع ذنبا
ولما اتفقت كلمة الأشراف واجتمعوا على حرب السلطان جرد عساكره المنصورة. وطلعت خزانته المعمورة من اليمن فكانت الخيل نحواً من ألف فارس والرجل نحواً من عشرة آلاف راجل وخرج الملك المؤَيد في عساكره من صنعاء وعساكر أبيه التي طلعت من اليمن فطلع الظاهر وحط في الماجلين فحصل بينه وبين الأمير جمال الدين علي بن عبد الله بن علي بن وهاس خطاب ومراسلات. ثم التقوا واصطلحوا. وقد عاد إلى الملك المؤَيد بعد أن حلف له على الوفاء فأقام الملك المؤيد هنالك شهراً. ثم طلع الظاهر وأقام في الظاهر الأَعلى أياماً ثم نهض إلى الظاهر الأسفل ثم قصدهم إلى ما جل الصعدي فوقع هنالك قتال عظيم وولت الخيسل والرجل من عساكر الأشراف حتى صاروا بالأكمة الحمراء فخالف بنو شهاب وأهل حضور وانحازوا من عسكر السلطان إلى عسكر الاشراف وردوا ردة صادقة فقتل خمسة أنفار وعاد الملك المؤَيد إلى محطته ثم نهض إلى الكولة ولم يقف غير ليلة واحدة ونهض إلى البون وطلب منهُ الأمير عبد الله بن علي بن وهاس عسكراً يقف معهُ فأعطاهُ خيلاً ورجلاً ورجع إلى صنعاءَ.
وفي هذه السنة اقطع السلطان الملك المظفر ولده الملك الواثق إبراهيم ابن يوسف ظفار الحبوضي فسافر إليها في البحر من عدن في شهر رمضان ولم يزل إلى أن توفي في التاريخ الآتي ذكره أن شاء الله تعالى.
وفيها توفي القاضي الأجل أبو محمد عبد الرحمن بن القاضي محمد بن أسعد ابن محمد بن عبد الله بن سعيد المقري العبسي المذحجي. وكان مولده في الثامن عشر من جمادى الأخرى من سنة سبع وأربعين وستمائة. وكان ذا عبادة وزهادة واجتهاد في العلم. وولي قضاءَ عدن مدة فكادره رجل من التجار يقال له بن مكاس بان كذب
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 226