اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 207
عزل عنه. وكان من افصح الناس وأحسنهم. وأية للحديث والتفسير. وكان إذا حضر مجلساً لم يكن لأحد فيه ذكر دونهُ. ويروى أن محفوظهُ خمسة آلاف حديث. وكان السلطان الملك المظفر يعظمهُ ويبجلهُ ورزقهُ على القضاء جزية اليهود في جهته. وكانت دنياه متسعة اتساعاً عظيماً.
ومن عجيب ما جرى له أنه كان قاعداً مع الأمير الشعبي في دار السلطان في صنعاءَ إذ خرَّ عليهم السقف وهم جماعة منهم محمد بن حاتم الهمداني وأخوه ومحمد بن زيد صهر الشعبي فمات الجميع تحت الهدم وسلم القاضي المذكور ومحمد بن حاتم. وكان القاضي يحكي أنه لما تهوَّر الدار رأى رجلاً كبير السن التقى عنهُ خشبة وسحقاً وسقفهما عليه فلم يصله الهدم. وكان هذا القاضي عظيم القدر شهير الذكر معظماً عند كبراءِ العصر. انتشرت فضائله شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً ولا أعلم أحداً من أهل عصره اشتهر كاشتهاره حتى رأيت مجلداً لطيفاً في مناقبه تصنيف الفقيه علي بن أبي بكر الفراء الصنعائي وجاءَ تقليدهُ من بغداد متوَّجاً بالعلامة الشريفة العباسية المستعصمية وفيه من التعظيم لجلاله والتنويه بقدره ما يليق به. وكانت ولايته من مدينة إب إلى نفسه ومضت أحكامه في هذه البلاد كلها ونفذت. وأخذ عنهُ جماعة من أهل صنعاءَ وغيرهم. وكان له عدة أولاد لم يقم أحد منهم مقامهُ وكان من زواحا في صنعاءَ وكانت وفاته في السنة المذكورة وقيل في سنة خمس وثمانين والله أعلم.
وفي سنة خمس وثمانين وستمائة ضرب الدرهم السعيد المظفري في مدينة صعدة في شهر جمادى الأخرى. ونزل الأمير جمال الدين علي بن عبد الله إلى الأبواب السلطانية فتلقاه الملك لمسعود والقاضي بهاء الدين الصاحب إلى الحوبان وحضر المقام السلطاني للفور وأَقام أياماً ثم حملت له طبلخانة خمسة أحمال وخمسة أعلام وزاده مع البوابين الخشب والجارود ومطرت وحصن دهان فانشأَ قصيدة يمدح بها السلطان ويقول
وأعلمت بالأعلام يوسف إنني ... صفيُّ وإني عبد حادثة ذخرُ
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 207