اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 205
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو الحسن علي بن أبي بكر بن محمد بن حسين البجلي وكان تفقه بعمه إسماعيل ووُلي القضاءَ في بلده وكان فقيهاً فاضلاً ورعاً وكانت وفاتهُ في السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفي سنة أربع وثمانين جهز مولانا الملك الواثق عسكراً إلى المنقب وخشي أن يخرج الأمير صارم الدين من ثُلاَ إلى البلاد الشهابية فحصروهُ في ثلاَ فتداركه الشيخ بدر الدين عبد الله بن عمر بن الجنيد وسعى في الصلح بينهُ وبين السلطان وارتفعت المحاط وعاد الكل إلى صنعاءَ. وكان الصلح على خلاص رهينة الأمير صارم الدين داود وهو ولده محمد بن داود وكان في حصن الدملؤَة وعلى تعديل حصن القُفل بظفار وانعقد الصلح على ذلك واستمرت الذمة والصلح برهة من الزمان.
وفي هذه السنة توفي الفقيه العلامة أبو الخطاب عمر بن عاصم بن عيسى اليعلي بياء مثناه من تحت. وعين ساكنة مهملة وآخره لام وبعدها ياء النسب وهو بطن من كنانة. وكان فقيهاً كبيراً فاضلاً متفنناً عارفاً بالفقه والنحو واللغة والحديث. وكان يقول شعراً حسناً تفقه بعلي بن قاسم الحكمي وبه تفقه كثير من الناس. وممن تفقه به أبو الحسن الأصبحي صاحب المعين. والفقيه يوسف بن يعقوب الجندي ووالد البها صاحب التاريخ وغيرهما. واليه انتهت رئاسة الفتوى والفقه بزبيد وأَظن المدرسة العاصمية إنما تنسب إليه. وحصل بينه وبين قاضي الأقضية عليه وكان والنائب يعانده في مدرسته ويقابله بما لا يليق وكانت له عند المظفر مكانة حسنة فكتب إلى السلطان يشكو من النائب في قصيدة من شعره يقول في أولها
خربت مدارسكم معاً يا يوسف ... وفتى وحيش لو علمت لمتلف
فلما وقف السلطان على كتابهِ وكان قاضي القضاة حينئذٍ عند السلطان فقال لهُ السلطان يا قاضي بهاء الدين من الناظر على مدارس زبيد فقال ابن وحيش يا مولانا فقال لا يكون لهُ على مدرسة الفقيه ابن عاصم نظر فقال سمعاً وطاعة. ثم كتب إليه السلطان قد صرفناه عن النظر في مدرستك فاجعل عليها ناظراً من شئت. وهو
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 205