اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 195
ولما بلغ شعر علي بن يحيى إلى السلطان الملك المظفر تغافل عنهُ وأبقاه على حاله إلى أن مات المنصور وهو عليها وفي نفسهِ شيءُ عظيم فلما كانت سنة ثمان وخمسين تعب أسد الدين من كثرة الخلاف على ابن عمه وخشي من العرب القتل أو الأسر فأرسل إلى السلطان يريد الصلح فطلب السلطان يومئذٍ الأمير شمس الدين علي بن يحيى وأرسلهُ إلى أسد الدين ليسعى في الصلح بينهُ وبين السلطان فطلع إليه رسولاً بسبب الصلح فنزلا معاً. وكان السلطان يومئذٍ في زبيد فلما وصلا إلى زبيد أخلى لهما موضعاً من الدار فنزلا فيه ثم أمر بالقبض عليهما في آخر يومهما ذلك فقبضا. وأرسل بهما إلى حصن تعز ولم يزالا في السجن إلى أن توفيا رحمة الله عليهما.
وكان علي بن يحيى رجلاً كريماً شاعراً فصيحاً وكان يحب الفقهاء والصالحين ويحسن إليهم كثيراً وكان مع صحبتهِ لهم يتواضع لهم ويتأَدب معهم ويقبل شفاءتهم وكان مهما أمره به الفقيه ائتمر. وكان الفقيه يدعو له ويذكره بالخير فقل للفقيه إذا هذا رجل ظالم فقال أن دخل علي بن يحيى النار فإنها صحبة حمار بن والله لا مات إلا طاهراً مطهراً فقيل له وما تطهيره قال القيد والحبس فتما عليه ومات مسجوناً وعلم صدق ألفيه. وكانت وفاتهُ يوم الاثنين سلخ شهر صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى. وكان قد ابتنى مدرسة في بلده ووقف عليها وقفاً جيداً حاملاً لكل أولاده فلما افتقروا عادوا إليه واستأثروا به والله أعلم.
وفيها توفي الفقيه الفاضل عبد الله بن أبي بكر بن مقُبل لدين وكان مولده سنة ثمان وثمانمائة وتفقه بجدهِ أحمد وكان زميله في الدرس والقراءَة عمر بن الحداد وعرض عليهِ بنو عمران ولاية القضاء بعدَن وقد كان جدهُ بها فامتنع وكره ذلك وكانت وفاتهُ في قريتهم التي تسمى عرج في شهر رمضان من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه النبيه جمال الدين محمد بن حسين بن علي بن المحترم
اسم الکتاب : العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية المؤلف : الخزرجي، علي بن الحسن الجزء : 1 صفحة : 195