اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 277
ليتصافا، وهناك رسائل في الشعر تصور مبلغ التلطف في مخاطبة الواحد الآخر ورسائل منثورة مليئة بالعتاب الذي يبلغ أحياناً حد الغضب، وهناك من يحجب عن أحد الرؤساء فيؤثر هذا في نفسه حتى ليتمكنوا أنه لم يكن. وهذا الإرهاف في المعاملة من ناحية، وسورة النفس ونهوضها إلى التدقيق في العلاقات من ناحية أخرى - ألا يمكن له صلة بما قد نسميه " الواجب المتعارف " بين جماعة متآخية في الدين يؤذي الفرد إلى درجة النفور أن يحس الإخلال في هذا الواجب آتينا لا من الغريب بل في القريب؟ ثم ألا يدل هذا الإسراع إلى التعبير عن القلق أنه مستوحي من روح ذلك التضامن الذي يمليه الواجب المتعارف؟
وليس عبثاً أن نسمع في هذه البيئة شاعراً لا يدعو إلى التنفير من الناس فحسب بل يقوي صوته فيدعو إلى إعلان الحرب عليهم وينهي عن الاغترار بالتبسم والملق الذي يبدونه [1] :
إخوان دهرك فالقهم ... مثل العدا بسلاحكا
لا تغترر بتبسم ... فالسيف يقتل ضاحكا وهل نستطيع أن ننسب إلى عدم النجاح في التقرب من الحامي والإخفاق في المنافسة، وإلى التباين الذي تحدثه الحكومة المؤسسة على النظم الإقطاعية - هل نستطيع أن ننسب قول الشاعر [2] :
وكم خامل في الناس أمسى مرفعا ... ترقى إلى العلياء كل سنام
فتعسا لدهر حط علو مراتبي ... وقلل إخواني وأكثر ذامي
إذا اخضر يوماً منه للمرء جانب ... غدا فجلا للعين كف لئام [1] الخريدة 11 الورقة 8 والترجمة 5 من مجموعة الشعر. [2] الخريدة 11 الورقة 10 والترجمة 9 من مجموعة الشعر.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 277