اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 221
أما القاعدة العامة عنده في معاملة الناس فهي الصبر حتى ينبض الماء من الحجر والرفق في القول والعمل. وما قلل النقد في شعره للحياة الاجتماعية إيمانه بقلة الاكتراث وعدم الاهتمام بالأمور التي لا تعنيه مباشرة، وعدم التعمق والتحقيق مع الناس والرضى منهم بالمجاز. وصفات الرفق واللطف والرقة تجلى في واقعه العملي أكثر من صنعته الشعرية.
وإذا استنجز عدة تأخرت رايته يترفق في التذكير بها واجتلاب الانتباه إليها، كقوله سيستنجز الدولة حاجة وعده بها:
وقائل قال لي أبشرْ بمنجحة ... إن الأمير كريمٌ قال فانتصرا
ما حاجة هي أولى أن تفوز بها ... من حاجة منحتها عينهُ نظرا
إذا ابن مستخلص الإسلام قام بها ... فاقعد فإنك قد وليتها الظفرا
ألقيتها منه في سرّ يجولُ به ... إذا تناسيتها مستبطناً ذكرا وقد جعلته صلته بالملوك جباناً يفرق من نقد الحياة السياسية والاجتماعية، ومن حكمه في هذا الشأن قوله:
إن سبّ الملوك من شع المو ... ت فإياك أن تسب الملوكا
إن عفوا عنك بالذنوب أهانو ... ك وإن عاقبوا بها قتلوكا
7
- صنعته الشعرية
أما في صنعته الشعرية فإنه لا يحفل كثيراً باللطف والرقة، وهو أقدر على تصوير المناظر العنيفة منه على تصوير المناظر الهادئة.
ومع ذلك فهو شغوف بوصف الحديث وسحره وجماله، أي هو شغوف بالرقة التي تنساب في الكلام، وأوصافه للحديث ليست بشيء لأنها تقليد الشعراء
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 221