responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 177
عنصران متباينان: عنصر صقلي وعنصر إفريقي وهذه التفرقة مبينة في الأصل على أساس عسكري، ولكنها كانت تشمل نواحي أخرى من الحياة الاجتماعية. فالصقليون لم يكونوا أصحاب هذا الشعر وإنما كان أصحابه هم الأفريقيين من عرب وبربر.
وأكثر الشعراء إذا اعتبرنا نسبتهم، ينتسبون إلى يمن ففيهم الكلبي والمعافري واللخمي والأنصاري والزبيدي والأزدي. وهناك شعراء من قبائل أخرى كالتغلبي والتميمي والسعدي والهاشمي والربعي، وشعراء من بربر كاللواتي والقرقودي والمكلاتي وماعات تنسب إلى مواطنها كالشامي، وإفريقيون لا تعرف نسبتهم إلى عرب أو بربر كالطوبي نسسبة إلى قصر الطوب بإفريقية والود أنى نسبة إلى مدينة ودان.
وبعد أن تم شيء من الامتزاج بين الأجناس، وشعر المهاجرون بأن صقلية هي وطنهم، نشأ جيل من الناس ينتسب إليها ويشعر بالرابطة العاطفية بينه وبينها وعندئذ يلتقينا شعراء ينتسبون إلى بلدان صقلية نفسها، وأخذت النسبة القبلية تقل، وتحل محلها النسبة البلدانية فهناك الطرابنشي والصقلي (البلرمي) والبثيري والسرقوسي والبلنوبي والسمنطاري.
وفي ببلرم ملتقى العناصر من نواحي العالم القديم كله، نشأت أقوى حركة أدبية عرفها الجزيرة، ويبدو أن العناصر العربية - الإفريقية - هي التي تمت على يديها تلك النهضة، لأننا إذا نظرنا إلى بلد آخر مثر جرجنت، مجتمع الجماهير البربرية، فإننا لا نسمع عن شعراء ينسبون إليها.
ولم تنصهر هذه الأجناس المختلفة بحيث تنسى عصبياتها القبلية، ولذلك مثل الشعر هذه الروح القبلية في بعض جوانبه، وإن لم تكن الخصومات بين القبائل عنيفة مثلما كانت بالأندلس.. وتتجلى هذه الروح في شعر أمراء بلرم من الكلبيين، وتمتزج بنزعة أرستقراطية، تتسلل إلى موضوعات الفخر والغزل. فمن الفخر قول الأمير عمار بن المنصور الكلبي [1] :

[1] الترجمة 37، 105 من مجموعة الشعر الصقلي.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست