responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 154
أذى، وما رهقهم من إساءة، وراحوا يحتلون القلاع في الجبال وعلى السواحل فليوطن المسيحيون التعساء أنفسهم على عبودية لا خلاص منها لأنهم سيكونون فريسة لهجوم مزدوج وسيقعون بين المطرقة والسندان " [1] .
ولم يكن في تلك العصور كثير من أمثال فلقندو يقدومون مصلحة الوطن على الاعتبارات المذهبية الضيقة، فلم تكد الدولة تقفر من الرجال الأكفاء بعد غليالم الثاني، حتى ثارت المعارك بين المسلمين والمسيحيين في الشوارع، وفاضت الدماء في المدينة واعتصم من نجا بين الجبال [2] واستمرت ثورة المسلمين من نهاية 1189 إلى أكتوبر من سنة 1190 ثم اثر فيهم الإقناع فعادوا إلى بيوتهم في بلرم، وعاد الأرقاء إلى حقولهم يكدوون، ولكنهم لم يعودوا جميعاً، وكثير من الذين رجعوا لم يلبثوا طويلاً، إذ كان من السهل على التجار والصناع منهم أن يهاجروا إلى إفريقية هجرة تقطع آخر علاقتهم بوطنهم، وأما أهل الأرياف فبقوا معتصمين في الجبال وأعطيت أراضيهم للإقطاعيين المدنيين والدينيين.

[1] H.S. Williams؛ Historians، Hist. Of the World VOL.9 P. 1
[2] Amari، 3P. 554
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست