اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 144
[3] - الإدارة الإسلامية
أما من حيث الإدارة فإن القانون الذي أصدره رجار سن دون تحيز لفريق على آخر من الأقوام الخاضعة لسلطانه، ترك لكل شعب مجاله على أن لا يعترض في عرفه وعاداته مع القوانين المحررة [1] . ومن ثم كان كل فريق خاضعاً لنوع الإدارة التي تلائمه. فكان للمسلمين الشيخ والحاكم والقاضي والعامل والقائد [2] وقد ذكر ابن جبير أن لمسلمي بلرم قاضياً يرتفعون إليه في أحكامهم [3] . ورأى مسلمي طرابنش يخرجون إلى مصلاهم مع صاحب أحكامهم [4] أما العامل فيقابل ما يسمى Strategos في المناطق ذات اللسان اليوناني، وقد شاع لقب القائد أيام النورمان فشمل ناساً من العرب والبربر وأشخاصاً من أجناس أخرى وخرج عن مدلوله العسكري، وأصبح يدل على درجة مدنية تقع في المرتبة دون الأمير. وكان لقب الشيخ والقائد مستعملاً منذ أيام الكلبيين، ففي خبر عن جعفر بن الأكحل أنه اتخف " بقوادهم وشيوخ البلاد " [5] وفي زمن غليالم الثاني منح هذا اللقب لابي القاسم بن الحجر ولمنافس له اسمه Sedictus (صديق؟ شديد؟) [6] ولابد أن هذا اللقب كان يدل أحياناً على أصحاب القلاع وحيناً على ناس مدنيين.
ومن المحتمل أن المسلمين اشتركوا في بعض السلطات البلدية فكانت هناك هيئة تسمى " الأفاضل " Louni Uomini تساعد صاحب القضاء وأكثر أفرادها مسلمون [7] وربما كانت صورة " الجمماعة " التي طالما سمعنا عنها في العصر العربي، وهذا اللفظ نفسه - أي الجماعة - يطلق في العصر النورمان على شيوخ اليهود أيضاً. [1] Cambridge Med. Hist. VOL، 5، P. 204 [2] Amari، 3، P. 267 [3] ابن جبير ص336 والمكتبة ص92. [4] المصدر نفسه ص332 والمكتبة ص97. [5] ابن الأثير في المكتبة ص274. [6] Amari، 3، PP. 267 - 271 والأصح أنه السديد حسبما جاء في رسائل ابن قلاقس. [7] Amari، 3، P. 298
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 144