responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 117
من الأدب يترك الخب والخلابة وأعمال أهل الغباوة ويلزم العفة والتعفف وترك ما لا يعنى بالصناعة [1] . ولا بد له من الصدق فإذا تركه لم يزدد إلا طرداً وسخافة وحمقاً وأصبح لأبناء الدنيا عبداً [2] . والمريد إذا اصل بدايته على التشوف والطمع لما في أيدي الناس لم يصح له الأخذ من يد الله تعالى، وإذا بني إرادته على مسالة غيره لم ينتقل عن دواعي نفسه [3] .
وكتاب الأنوار ستة أجزاء ولكن ليس للجزء الواحد منها موضوع مستقل فكل جزء مشتمل على أقوال متفرقة لا تجمعها وحدة موضوعية. وتغلب على اكثر الكتاب فكرة التقسيم العددي كقوله " يعرف عقل العاقل في ثلاث؟ إذا رأيت في المرء أربعاً فاعرف بها سخفه ودعواه.. ترجى الجنة لمن كانت فيه ثلاث [4] ... العلماء ثلاثة حجة ومحجاج ومحجوج [5] وهكذا في كثير من صفحات الكتاب ".
والصقلي في كتابه مؤمن بالسير الزمني إلى ما هو أسوأ لاعتقاده أن عصر الرسول والصحابة افضل العصور وان القرون التالية تزداد سوءاً، فإذا حل القرن السابع انتهى الأمر إلى شرار الناس [6] وفيه من هذا القبيل أمور تشبه التنبؤ بما سيكتشف عنه الزمان كقوله: " سيظهر في هذه الأمة في آخر الزمان دجالون كذابون " [7] .
وربما كان أهم ما في الكتاب من وجهة تاريخية تلك العبارات التي يستشف منها جزع الصقلي من الحياة الاجتماعية في عصره، وان كنا نتناولها منه بحذر، فهو ينتقد النساك بانهم لنما اظهروا زهدهم بالعجز عن مكاسبهم، واستعملوا

[1] المصدر السابق: 20.
[2] المصدر نفسه: 23.
[3] المصدر نفسه: 40.
[4] المصدر نفسه: 8.
[5] المصدر نفسه: 14.
[6] المصدر نفسه: 187 - 188.
[7] المصدر نفسه: 114.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست