اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 105
للإقراء ([1]) " وكان يشاركهم جماعة من الوافدين فيهم أحمد بن محمد بن عباد الأشبيلي وأبو عبيد الله بن جمهير [2] ولعل أشهر المقرئين الصقليين في صقلية نفسها هو ابن بنت العروق الذي درس علية ابن الحصار القرطبي ثم تصدر بعد ما أحسن القراءة للإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة [3] .
غير ان اعظم ما قدمته صقلية في فرع القراءات لم يتم في صقلية نفسها وإنما تم خارجها، مما سأشير إليه في فصل آخر. 5
- النواحي اللغوية
لعل الحياة التعليمية التي وصفناها كانت خير مجال للدراسة النحوية واللغوية منذ قر المسلمون على ارض الجزيرة. ولكن اللحن كان قوام الكلام في الحياة اليومية، فأصبح عمل المكاتب وحلقات الدروس ضبط الألسنة عن الخطأ في كتاب الله وحديث الرسول وعند قراءة الكتب وإلقاء الخطب. وعجزت في هذا أيضاً، فأما المتحرزون المتدينون فتعففوا عن رواية الحديث لئلا يقعوا في الخطأ [4] وأما من لم تقو في نفسه الدوافع لذلك فاندفع يكتب أو يخطب غير ملق بالا إلى ما يقع في كلامه من أخطاء. وقد شهد ابن حوقل خطيباً في بلرم في يوم جمعة وسمعه يجزم الأسماء مع الصلة ويجر الأفعال من أول خطبته إلى آخرها، ولم يكن في الناس من يعترض عليه مع انه خطبهم نحو حولين [5] . وقد [1] معجم السلفي 2/ 246. [2] المصدر السابق. [3] الصلة رقم 392 والمكتبة الصقلية الملحق الأول: 48. [4] معجم السلفي 2/ 246. [5] ابن حوقل 1/ 127.
اسم الکتاب : العرب في صقلية المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 105