اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 93
معشبة وهذه الأخيرة تسمي الدارات. والدارة منطقة سهلية على شيء من الاستدارة تحيط بها التلال وتحتوي على قدر من المياه الجوفية ينبثق في شكل عيون أو ينابيع[4]. ومن المناطق العشبية التي تكثر فيها الدارات بادية السماوة "غربي العراق" وبادية الشام "شرقي سورية" رغم ما قد توحي به تسمية "البادية" في بعض الأحيان من صفة صحراوية تغري بالاعتقاد في إقفارها الكامل.
أما المناطق الصحراوية المقفرة فيمكن تقسيمها من حيث تكوينها, إلى ثلاثة أقسام, وأحد هذه الأقسام أو التكوينات هو منطقة النفود. والمنطقة تشكل امتدادا صحراويا واسعا يقع بشكل مستعرض في القسم الشمالي من شبه الجزيرة ويبلغ طوله نحو 450 كيلومترًا مبتدئا بواحة تيماء في الغرب ومتجها نحو الشرق، بينما يبلغ عرضه نحو 250 كيلومترًا من الجوف شمالا إلى جبال شمر جنوبا, وتمتد المنطقة من الغرب إلى الشرق في انخفاض تدريجي يصل إلى نحو 150مترا. وبفعل الرياح تتخذ الرمال التي تغطي المنطقة شكل تموجات رملية أحيانا بينما تتخذ شكل كثبان في أحيان أخرى, ورغم جفاف المنطقة فإنها تتعرض من حين لآخر لشتاء ممطر فتغطيها "وبخاصة في الأماكن ذات الرمال الحمراء" الأعشاب والنباتات والزهور التي يقصدها الأعراب لأسباب الرعي, كما تنبت فيها بعض النباتات المرتفعة القوية السيقان "مثل بعض أنواع الغضا" يتخذها البدو حطبا يستخدمونه في أغراض حياتهم اليومية. ولكن هذه الفترات من الاخضرار لا تستمر إلا أسابيع قليلة، تجف بعدها أمام رياح السموم الحارقة التي تهبُّ من الشرق والجنوب في أواخر فصل الربيع وفي أشهر الصيف[5]. [4] الفيروزآبادي: القاموس المحيط، مادة: دارة، ويعدد أكثر من 110 دارات في شبه الجزيرة العربية. راجع عمر فروخ: تاريخ الجاهلية، بيروت،1964، ص30. [5] moritz: arabien, studien zur physikalisshen und histo-hitti ص15 "hanover 1923" rischen geographie des landes المرجع ذاته، ص15 جواد علي: المرجع ذاته، صفحات 152-153.
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 93