responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 81
ج- العرب وفكرة الأصل السامي:
هذا، إذن، هو التصور الذي أطرحه فيما يخص الساميين أو الشعوب السامية وأصلهم وصلتهم بشبه جزيرة العرب، وهنا نصل إلى سؤال أخير: أين موقع العرب من هذه الشعوب السامية؟ لقد بدأ الحديث عن أصل العرب بين الإخباريين أو كتَّاب الأخبار الأول في صدر الإسلام عند اثنين من هؤلاء هما عبيد بن شرية الجرهمي وهو يمني, ووهب بن منبه وهو يمني كذلك، وجاء الحديث ضمن ما رواه هذان الإخباريان عن أصل الشعوب الموجودة من عرب وغير عرب، واستمر هذا الحديث في الكتابات العربية في العصر الإسلامي عدة قرون زادت فيها تفاصيله وتشعبت وتداخلت حتى لخصها وصنفها ابن خلدون في أواخر القرن الثامن الهجري "أواخر القرن الرابع عشر الميلادي" في الجزء الثاني "الذي يلي جزء المقدمة" من تاريخه المعروف "العبر وديوان المبتدأ والخبر".
ودون دخول في تفاصيل الأنساب التي ربطها هؤلاء الكتاب بالعرب وفي اختلافاتهم في هذه الأنساب, فقد اتفقوا بشكل عام إلى تقسيم العرب إلى

بسبب اشتداد القحط أو بسبب اختلال الأمن وتدهور العناية بالموارد الاقتصادية في منطقة أو أخرى. ومن بينها كذلك ما دار داخل المنطقة من علاقات سلمية أو حربية بين المناطق الواقعة في داخلها. وإلى جانب كل هذا كان هناك الموقع المتوسط الذي تشغله المنطقة بين الشرق والغرب, فكانت ممرا تجاريا نشطا بينهما، وهو ممر اشتركت فيه بقوافلها بكل ما تمثله هذه القوافل من معاملات واتصالات بين شعوبها، كما تأثرت بسبب هذا الموقع المتوسط، بالقوات الكبرى التي ظهرت في الشرق أو في الغرب بكل ما يستتبعه هذا من تحركات ولقاءات سلمية أو حربية كانت المنطقة في خلالها همزة وصل في كثير من الأحيان.

اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست