اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 435
واجتاحت قواته مدينتها ودمرتها في 272م وأخذت الملكة أسيرة لتسير في موكب النصر الإمبراطوري في روما[48]. [48] cary: ذاته، ص728.
المرحلة الثالثة: العرب بين قوى الشرق والغرب
مدخل
...
3- المرحلة الثالثة: العرب بين قوى الشرق والغرب:
طوال المرحلة التي ابتدأت في العقود الأخيرة قبل الميلاد وامتدت حتى الشطر الأخير من القرن الثالث الميلادي رأينا العلاقات العربية تتجه أساسا نحو الغرب، حيث الإمبراطورية الرومانية بنشاطها العسكري والسياسي الدائب. ورغم وجود الإمبراطورية الفارسية في تحفز دائم نحو الشرق ومتاخمة حدودها لحدود الإمبراطورية الرومانية عبر القسم الشمالي من شبه الجزيرة العربية، إلا أن شبه الجزيرة دارت بشكل أو بآخر في دائرة النفوذ الروماني، وفي قسم من المنطقة على الأقل، وهو القسم الشمالي، جاء الوقت الذي دخلت فيه في تبعية مباشرة للإمبراطورية الرومانية التي أدارت معها حوارا دائما، إذا جاز لي أن أستخدم هذا التعبير المجازي، في ليونة مرة وفي ضغط أو عنف مرة، وأولتها ثقتها في بعض الأحيان، ووضعتها في ظل الشك في أحيان أخرى حتى جاء عام 272م الذي دمر فيه الإمبراطور الروماني أورليانوس مملكة تدمر لتختفي هذه المدينة ككيان سياسي من المسرح التاريخي.
أ- الإمارات العربية الحدّية:
وقد شهدت الفترة التي تلت هذا الحدث واستمرت حتى ظهور الدعوة الإسلامية في بدايات القرن السابع الميلادي, ظروفًا من نوع جديد أدت إلى اتخاذ العلاقات العربية الخارجية اتجاهين جديدين. وأول هذين الاتجاهين هو أن الصراع بين القوتين الكبيرتين اللتين تحيطان بشبه الجزيرة العربية من الشرق ومن الغرب، رغم استمرار ما بينهما من توتر كان يصل إلى الصدام العسكري السافر في بعض الأحيان "كما حدث على سبيل المثال في أواسط القرن السادس
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 435