responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 433
ضغط عليها طرف أكثر من اللازم, أن تنقل ولاءها للطرف الآخر. ومن هنا فإن سياسة الإمبراطورية الرومانية إزاءها اتسمت منذ البداية بشيء غير قليل من الليونة التي تركت لهذه المدينة كثيرًا من الاستقلال في الحركة المستقلة رغم تبعيتها للإمبراطورية الرومانية, سواء بشكل غير رسمي أو بشكل رسمي بعد ذلك.
وفي ضوء هذا المفهوم نجد تدمر هي والمدن الصغيرة التابعة لها, تنتقل من النفوذ الروماني الصامت إلى تبعية واضحة للإمبراطورية الرومانية على عهد الإمبراطور هادريانوس hadrianus "117-138م" وعلى أثر زيارة قام بها هذا الإمبراطور للمدينة في 130م تدشن هذه التبعية ليصبح اسم المدينة بالميرا هادريانا palmyra hadriana "أي: تدمر الهادريانية، إذ كان اسم تدمر عند الرومان هو بالميرا, أي: مدينة النخيل بسبب الأعداد الهائلة من النخيل التي كانت موجودة بها". ثم نجد الإمبراطور سبتميوس سيفيروس septimius severus "193-211 م" يحولها هي والمدن التابعة لها إلى مدن لها وضع مدن الولايات الرومانية، وأخيرًا تصبح تدمر في أوائل القرن الثالث الميلادي ولاية رومانية رسمية. ولكن في كل هذه الأحوال اكتفت روما بالتبعية الاسمية من جانب هذه المدينة تاركة لها قدرًا يكاد يكون كاملًا من الاستقلال الإداري الذي وصل إلى درجة الحكم الذاتي[46].وقد قابلت المدينة هذا الموقف من جانب روما بشيء كثير من الولاء في خدمة مصالح الإمبراطورية الرومانية. ففي أثناء الصراع الطويل الذي نشب بين الرومان والساسانيين "الذين خلفوا حكم الفرثيين في الإمبراطورية الفارسية" وقفت تدمر في جانب الرومان ووصل الأمر في 260م إلى موقف من جانب تدمر ظهر فيه قدر كبير من الإيجابية إزاء الرومان. ففي ذلك العام

[46] عن آراء مختلفة في توقيت مراحل التبعية راجع KAMMERER ذاته، ص317؛ كذلك hitti: ذاته، ص75؛ Cary: ذاته، ص724.
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 433
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست