responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 431
هذا الأخير إلى مهاجمة الأراضي النبطية[43]. وكان طبيعيًّا في وسط هذه الظروف المشحونة بالاضطرابات أن يتخلخل نفوذ روما بعض الشيء في المنطقة مما أغرى سللايوس باغتيال أحد المسئولين الرومان, ومن هنا نستطيع أن نفهم التصرف الذي أقدم عليه أغسطس وهو فرض النفوذ الروماني على مملكة الأنباط إقرارًا للأمور على الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية، وهو أمر كان من الأهداف الأولى لهذا الإمبراطور.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد كان الفرثيون لا يفتئون من حين لآخر يحاولون توسيع حدود إمبراطوريتهم "الإمبراطورية الفارسية" أو مناطق نفوذها نحو الغرب على حساب حدود الإمبراطورية الرومانية ومناطق نفوذها كما كان الفرثيون يهددون بالذات الطرق التجارية التي تصل روما بالشرق الأقصى. ومن هنا كانت البتراء، عاصمة الأنباط، سواء بموقعها الذي تحصنه التكوينات الصخرية المرتفعة من أغلب جهاتها، أو بموقعها التجاري الحيري على الخط التجاري الذي يصل بين شمالي شبه الجزيرة العربية وجنوبيها، موقعًا يشكل نقطة إغراء بالنسبة لروما، سواء في التحرز ضد أي اجتياح فارسي، أو من حيث ضمان التحكم في أحد الخطوط التجارية الرئيسة. وهكذا ابتدأت تبعية المملكة النبطية بهذا الشكل غير الرسمي ليصل الأمر إلى ضم روما لهذه المملكة كولاية من ولاياتها تحت اسم "الولاية العربية" provincia arabia في 105م على عهد الإمبراطور الروماني ترايانوس[44].
ثم نأتي إلى المنطقة الثالثة "من مناطق شبه الجزيرة العربية" التي كانت لها علاقات مع الإمبراطورية الرومانية وهي تدمر. وأول مناسبة نسمع فيها عن علاقات بين هذه المدينة والإمبراطورية الرومانية هي في 17م على عهد

[43] ذاته: ص 245 وما بعدها.
[44] cary: ذاته، ص645.
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست