responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 234
"عجيبة" كما نجد الخليفة يطلب إلى سميره أن يدعمها بأشعار، فيجيبه عبيد إلى طلبه بأشعار يضعها على لسان عاد أو ثمود أوغيرهما من القبائل العربية البائدة بلسان عربي فصيح، وهو أمر لا يمكننا أن نقبله أو نعتمد عليه، فقوم عاد لم تصلنا أية آثار أدبية عنهم شعرا ونثرا، وثمود وصلتنا نقوش كثيرة بلهجتهم، أو بالأحرى بلهجاتهم المختلفة، وكلها لهجات غير اللغة العربية الفصيحة[42].
ويبدو أن هذا الأسلوب الذي يميل إلى صفة القصص الشعبي في رواية أخبار العرب في العصر السابق للإسلام "وفي الواقع أخبار غير العرب كذلك" قد بدأ يشعر به كتاب الفترة المتأخرة "زمنيًّا" في العصر الإسلامي "رغم أنهم لم يتجنبوه". فالطبري مثلا يبدي هذا الشعور "فما يكن في كتابي هذا من خير ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو لا يستسيغه سامعه, من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِبَلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا،

[42] عن طبيعة السمر التي اتخذتها هذه الأخبار راجع عبيد بن شرية: أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها "ملحق لكتاب التيجان في ملوك حمير لوهب بن منبه" ص312: "فإذا كان معاوية في وقت السمر فهو عبيد بن شرية سميره في خاصته من أهل بيته، وكان يقص عليه ليله ويذهب عنه همومه، وأنساه كل سمير كان قبله, ولم يخطر على قلبه شيء إلا وجد عنده شيئا وفرحا ومرحا" كذلك ص 315 حيث نجد معاوية يقول له: "عزمت عليك إلا حدثتني عما أسألك عنه". قارن المسعودي: ذاته، ج3، ص40، حيث يذكر أن عبيد بن شرية كان يُسمع معاوية كل ليلة شيئًا من أخبار العرب وأيامها وأخبار العجم وملوكها وسياستها لرعيتها. عن صفة الغرابة أو العجب التي كان تجذب الخليفة إلى هذه الأخبار وعن طلبه تدعيمها بالشعر، راجع عبيد بن شرية: ذاته، ص2 و3، حيث يقول معاوية لعبيد: وأبيك, لقد أتيت وذكرت عجبًا من حديثك عن عاد، وقد علمت أن الشعر ديوان العرب والدليل على أحاديثها وأفعالها، والحكم بينهم في الجاهلية، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن من الشعر لحكمًا".
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست