اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 206
يخص الساحل الغربي لشبه الجزيرة "الذي يهم البطالمة في مصر بوجه خاص" يعد أرتميدوروس نحو 13 موقعا، كما يتحدث عن ثمانية أقوام عربية كبيرة في المنطقة، ثم هو لا يكتفي بنقل الحديث العام عن الطرق التجارية البرية التي تتبعها القوافل بين سبأ من جهة وكلٍّ من وادي الرافدين وأرض الأنباط من جهة أخرى, وإنما يلقي ضوءًا على طريقة انتقال التجارة على طول هذه الطرق، فيذكر أنها تنتقل من قبيلة إلى القبيلة المجاورة "بهدف ضمان الحماية دون شك" حتى تصل إلى الأماكن المقصودة. كذلك نجد هذا الكاتب يفصل الحديث في فكرة إراتوسثنيس إلى ذكرها بشكل عام وهي طريقة الحكم في منطقة من أهم مناطق شبه الجزيرة وهي سبأ، كما يبدي عددا من الملاحظات عن العلاقات بين عدد من أقوام شبه الجزيرة، وهي الأقوام المجاورة لشواطئ البحر الأحمر، وعن العلاقات بين أحد هذه الأقوام وهم الأنباط، والقوى الخارجية[18]. [18] منقول في strab: XVI,4: 18-19.
ج- كتاب العصر الروماني:
وقد استمر اهتمام الكتاب الكلاسيكيين بشئون شبه الجزيرة العربية في العصر الإمبراطوري الروماني "الذي بدأ في 27 ق. م" وكان استمرار هذا الاهتمام وتزايده يشكل انعكاسا واقعيا لاهتمام روما بشبه الجزيرة العربية لأكثر من سبب، من بينها إطلال الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية على مشارف شبه الجزيرة، واهتمام الرومان بتأمين الخط الملاحي البحري من الشرق بعد أن أصبح الخط التجاري البري مع الشرق الأقصى، مرورا بآسيا الصغرى والوسطى مهددا من حين لآخر من قبل الفرثيين في إيران، وتزايد استهلاك الطيوب في عاصمة الإمبراطورية، ومن هنا فقد تناول كتاب العصر الروماني شبه الجزيرة العربية من عدة منطلقات أو زوايا تمثل تعدد
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 206