responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 114
أسماء تظهر بشكل واضح في أشعار العرب في العصر الجاهلي[22].
وإذا كان القرآن الكريم "كمصدر نستقي منه جانبًا من معلوماتنا عن حياة العرب في العصر السابق للإسلام" قد ألمح إلى الجمل كوسيلة نقل لحمل الأثقال إلى مسافات وبلاد بعيدة، فقد أشار إلى الخيل والبغال والحمير كدواب للركوب أو الزينة. وفي هذا المجال فإن الحمار هو أقدم هذه الدواب جميعًا، فقد عرفه الساميون من فترات بالغة في القدم كوسيلة للنقل. وهو يظهر في وادي الرافدين على سبيل المثال مع بداية تاريخهم. بل إنهم حين بدءوا يعرفون الجمل سموه "في اللغة الأكدية" حمار البحر "ربما إشارة إلى أنه أتى من الشاطئ العربي لمنطقة الخليج" وفي هذا الوصف وحده دليل على أن معرفتهم بالحمار كانت أقدم بكثير. والقبائل العربية البدوية كانت متاخمة لوادي الرافدين ومن ثم فإن معرفة أحد الجانبين للحمار كانت تعنى بالتبعية معرفة الجانب الآخر له. ولكن الحمار كان بالضرورة وسيلة نقل لا تلبي في قطع المسافات الطويلة وبخاصة في رمال البادية، ومن ثم فإن استخدامه لا بد أنه كان محدودا وقاصرا على الحضر وأماكن الاستقرار كدابة لركوب العوام. ولعل هذه الصفة هي التي جعلت العرب تضعه في مرتبة أدنى بكثير من مرتبة

[22] تحمل الجمل للنقل في المسافات البعيدة يأتي في القرآن الكريم بشكل متضمن في سورة النحل: آية 7. عن تفصيل حمولته ومدى احتماله راجع rodinson. ذاته، ص13؛ hitti: ذاته، ص22. عن اتخاذ بول الجمل دواء لبعض الأمراض نجد ذلك في أحد أبيات لبيد بن ربيعة "560-661م" في لويس شيخو -أفرام البستاني: المجاني الحديثة، ج1، بيروت 1960، ص122، بيت 34، يصف فيه طريقًا تقطعها ناقته:
يهوي إلى قصب كأن جمامه ... سملات بول أُغليت لسقيم
عن استخدام الجمل كوسيلة للمعاملة بدلا من المال راجع hitti: ذاته، ص22، وجواد علي: ذاته، ص197.
اسم الکتاب : العرب في العصور القديمة المؤلف : لطفي عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست