responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 93
تميز به عن فروع إخوته وعن فروع أقاربه. ويزكي هذا الاحتمال أن القوائم التاريخية للملوك أضافت أسماء ملوك يتراوح عددهم بين الاثنين وبين الأربعة، بين اسم خع سخموي واسم والده، على الرغم من أنه لم يعثر لهؤلاء الملوك على آثار تدل على أهمية عهودهم أو استقرارها أو طول أمدها.
ثانيًا- كان زوسر أكثر اهتمامًا بمدينة منف، وأكثر استقرارًا فيها من الملوك الذين سبقوه، وشيد هرمه المدرج في جبانتها ففسر خلفاؤه المصريون ذلك برغبته في اختيار أرضها مقرًا لدنياه وآخرته، واعتبروه رأسًا لملوكها، ثم عبر مانيتون عن رأيهم باحتسابه رأس الملوك المنفيين.
ثالثًا- أن نجاح زوسر في تشييد هرمه المدرج، وهو أول هرم في الوجود، أظهره بين مواطنيه بمظهر المبشر ببداية عصر حضاري جديد يتميز بمظاهره عن عصر الأسرة الثانية الذي عاش أبوه فيه.
رابعًا- تضمن اسم الملكة "ني ماعت حاب" أم زوسر، اسم "حاب" وهو معبود قديم من معبودات منف، وذلك مما يحتمل معه أنها كانت من مواليد مدينته التي يقدس فيها، وأن ابنها اهتم بمسقط رأسها، وتشيع له فنسبه مواطنوه هو وفرعه إليه.
ارتبطت بعهد زوسر معالم وذكريات حضارية كثيرة، نكتفي بأن نذكر منها فيما يلي مجموعته المعمارية بسقارة، وفكرة ابتداع التقويم السنوي المدني المرتبط بدورة الشعرى والتقويم الشمسي في عهده، ثم قصة المجاعة التي تنسب أحداثها إلى أيامه.

إيمحوتب وشواهد العمارة والفن:
كان لحسن الحظ أن احتفظت الأيام باسم مهندس مجموعة زوسر المعمارية في سقارة وصاحب الفصل في تصميمها وهو إيمحوتب الذي سجل من ألقابه في عهد ملكه ألقابًا تدل على أنه كان أمينًا لأختام الوجه البحري، وتاليًا للملك أو الأول لدى الملك، وناظرًا على القصر العالي، ومهندسًا، ومسجلًا للحوليات، وكبيرًا للرائين. وكان اللقب الأخير لقبًا مميزًا لكبار كهنة مدينة عين شمس ذات الشهرة الفكرية القديمة[1].
واحتفظت أجيال المصريين بذكرى إيمحوتب قرونًا طويلة، وجعله المتعلمون في الدولة الحديثة على رأس أهل الحكمة والتعاليم، واعتبروه من رعاة المثقفين، واستحبوا أن يسكبوا قطرات من الماء من الأواني الصغيرة المتصلة بمحابرهم مع التمتمة باسمه؛ تبركًا به كلما هموا بكتابة أمر خطير. ثم زادوا فقدسوه في عصورهم المتأخرة واعتبروه ولدًا للإله بتاح رب الفن والصناعة, وأخيرًا ذكره الإغريق المتمصرون باسم إيموتس واعتبروه ربًّا للشفاء. وشاد له مريدوه على هذا الاعتبار مقصورة فوق المسطح العلوي لمعبد حاتشبسوت في الدير البحري. وشبهوه كما روى مانيتون بالمعبود الإغريقي أسخليبيوس راعي الطب والحكمة عندهم. ومجدوه لمهارته الطبية، ولمهارته في الأدب والكتابة، ولأنه كان أول من استخدم الحجر المنحوت

[1] Urk. I, 153; Firth –Quibell,, The Step Pyramis, I, Pl. 58. - وسجل له أحد أحفاده البعيدين ألقابًا أخرى نعته فيها بلقب الوزير واعتبره مدير المنشآت العامة في الصعيد والدلتا وكاهنًا مرتلًا عظيمًا، وذكر أباه باسم كانفرو وذكر أمه باسم عنخ خردو. " See, Sethe, Lmhotep 14". ولم يكن منصب الوزير قد ابتدع رسميًّا في أيام إيمحوتب.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست