اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 75
"ألف" أو "أليف"، وكان يرمز بصورته الأولى إلى رأس ثور، والباء حرفها الثاني الذي رمزت صورته الأولى إلى هيئة بيت، وحرف الجيم حرفها الثالث الذي لم يكن غير اختصار لكلمة جمل واختصار لهيئة رأس الجمل ... وهلم جرًّا.
واهتدى المصريون المبدعون من أهل الفترات الأخيرة للألف الرابع ق. م إلى جانب علامات الكتابة وحروفها إلى تصوير رموز مفردة مبسطة عبروا بها عن العشرات الحسابية ومضاعفاتها أي المائة والألف وعشرة الآلاف ومائة الألف وألف الألف "أو المليون"[1]. وأفضى استخدامهم لها إلى سهولة ضرب وقسمة العشرات ومضاعفاتها، وسهولة تسجيل المجاميع العددية الكبيرة في وحدة مرتبة متصلة تستطيع العين أن تلم بها في نظرة واحدة. واقترن التطور الفكري لابتداع الكتابة والعلامات الحسابية، بتطور صناعي لصناعة صفحات البردي البيضاء من لحاء نبات البردي، واستخدام المداد وفرش البوص الرفيع للكتابة عليها وعلى لحاف الأحجار وكسر الفخار، فضلًا عن استمرار نقش النصوص التقليدية على اللوحات والجدران الحجرية وعلى بطاقات ولوحات الخشب والأبنوس والعاج. وأفضى ذلك كله إلى تيسير تناقل معارفهم من جيل إلى جيل، وإلى تنظيم أعمالهم الحكومية وحفظ معاملاتهم الشخصية، وتيسير تصميم مشروعاتهم المعمارية. [1] K. Sethe, Van Zahlen And Zahlworten Bel Den Aegyptern …., 1916; K. Vogel, Dle Grwdlagen Der Aegyptischen Arithmetik, 1929; O. Neugebauer, Arithmetik And Rechentechnik Der Aegypter, 1931; Etc ….
الحكام والإدارة
مدخل
...
الحكام والإدارة:
توفرت لمصر معرفة الكتابة، في نفس الوقت الذي توفر لها فيه الاعتباران الآخران اللذان أسلفناهما، وهما تجانس الحضارة ووحدة الحكم والسياسة في الدولة، خلال القرن الثاني والثلاثين ق. م أو نحوه، وبدأ فيها منذ ذلك الحين عصر جديد سمي بعدة أسماء اصطلاحية، وهي اسم عصر "بداية العصور التاريخية"، على أساس وجود المصادر التاريخية الخطية بين آثاره نتيجة لبداية شيوع الكتابة فيه، وبداية استقرار الوحدة السياسية والنظم الإدارية في أيامه كأساس لما أتى بعدها. واسم "عصر بداية الأسرات" على اعتبار أنه أول عصر يمكن تأكيد استقرار وراثة عرش مصر منذ أيامه بين أسرات حاكمة ارتبط ملوكها بعضهم ببعض بروابط القرابة وصلة الدم. ثم اسم "العصر العتيق" إشارة إلى قدمه البعيد وسبقه لعصور الدولة القديمة. واسم "العصر الثني" نسبة إلى مدينة ثني التي يبدو أنها كانت مسقط رأس أوائل ملوكه وأكبر عواصم ملكهم المتحد في الصعيد بعد مدينة نخن.
وتضمن العصر عهود الأسرتين الحاكمتين الأوليين من أسرات مصر الفرعونية. وارتبط تأسيس حكم الأسرة الأولى منهما بثلاثة أسماء ملكية، وهي أسماء: نعرمر وعحا ومنى. وقد دارت حولها مناقشات تاريخية حديثة نتجاوز عن تفاصيلها ونكتفي هنا عنها بما انتهينا إليه بشأنها في كتابنا عن حضارة مصر القديمة
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح الجزء : 1 صفحة : 75