responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 478
هانا بعد أن اغتصبهما خلال فترة الفوضى التي عمت بلاد النهرين في أعقاب الغزو الخاتي، وأعادهما إلى إساجيل بابل في احتفال مهيب[1]. واتبع الملوك الكاسيون سياسة ملوك العالم القديم في اكتساب ود رجال الدين وتأكيد القربى من الأرباب عن طريق منح الهبات والإقطاعيات للمعابد وإعفائها من الضرائب، وكانوا يمنحون بعض هذه الهبات من خزائنهم ويسجل رجالهم أخبارها على نصب حجرية صغيرة تسمى كودورو، إلى جانب تسجيلها على ألواح الطمي العادية. واستغل الفنانون سطوح هذا النصف لتصوير هيئات ملوكهم أصحاب الفضل في منح الإقطاعيات، تصويرًا مختصرًا حينًا، وتصويرًا يفسر ملامحهم وملابسهم وأغطية رءوسهم حينًا آخر[2]. كما استغلوها لتطوير رموز أربابهم الذين أشهدوا على منحها ووضعوها تحت رعايتهم. ومن هذه الرموز رموز حيوانية تصرف الفنانون في تشكيل صورها، ورموز أخرى معمارية تصور واجهات الهياكل والمقاصير البدائية، وذلك مما جعل منها مصدرًا من مصادر المعرفة بعمارة المعابد الأولى. وكان الفنانون يضمنون نقوش نصبهم هذه مناظر أسطورية يستهدفونها لذاتها ومضمونها حينًا، ويستغلونها لغرض الزخرف وملء الفراغ وإظهار البراعة في التخيل والتصور حينًا آخر.
وتابع الكاسيون عادة الغزاة محبي الاستقرار في اتخاذ رعاية المعابد ستارًا يُنسي الناس أصلهم الدخيل القديم. فأصلحوا معابد بابلية كثيرة وأعادوا بناءها، وبقيت من شواهد معبادهم الجديدة أطلال زقورة ضخمة بجانب قصر الحكم في عاصمتهم دور كوريجالزو "عقرقوف بجوار بغداد"، أدت إليها ثلاثة طرق صاعدة ذات درجات، على مثال زقررة أور[3]. وأطلال معبد في الوركاء للمعبودة إنانا "يؤرخ عهده بأواسط القرن الخامس عشر ق. م"[4].
وانضافت إلى عمارة المعابد في عصرهم تطورات وإضافات تناولت محاور المقاصير الرئيسية وتشكيل الواجهات الخارجية. فامتازت عمارة معبد الوركاء بتدعيم أركانه الخارجية بأكتاف ذات مستويين لم تمارسها بلاد النهرين إلا قبيل عصورها التاريخية ثم هجرتها. وامتازت بعض المشكاوات الخارجية للمعبد نفسه بتحوير زخارفها تحويرًا محدثًا عن طريق استغلال بطونها في بناء تماثيل أرباب وربات من اللبن تبرز من جسم البناء نفسه، مع تشكيل رأس كل معبود وجذعه الأعلى تشكيلًا كاملًا والاكتفاء بتشكيل الخطوط العامة لبقية جسمه على هيئة الثوب الطويل المحبوك، وتشكيل لبنات هذا الثوب بما يرمز إلى مدرجات الجبال بالنسبة للأرباب وتموجات الماء بالنسبة للربات. واستغل بناء المعبد المسطحات الفاصلة بين كل مشكاة وأخرى لتشكيل زخرف جديدة على هيئة خطى زجراج رأسيين متقابليين يعبران عن سلسولي ماء ويصبان فوق جبلين "؟ "، وأحاط المشكاوات بأطر علوية وسفلية تعاقبت فيها حليات على هيئة الأقراص والدوائر. وكان ذلك كله بدعًا في عمارة بلاد النهرين[5]. وأضافت العمائر المدينة الكاسية تجديدًا آخر تمثل في بناء

[1] ديلابورت: بلاد ما بين النهرين - ص52.
[2] Frankfort, The Art And Architecture…, Pl. 71.
[3] انظر سومر 1961. Ibid., 63; Iraq, 1944, 1945, 1946.
[4] Frankfort, Op. Cit., Fig. 23.
[5] Erster Vorl. Bericht…, Uruk-Warka, 1929, 30 F.; Frankfort, Op. Cit., Pl. 70 A.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست