responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 427
كانت تشرف على مدينتها وترتفع مقصورتها عن آية عمارة دنيوية أو دينية فيها. ويفترض بعض الباحثين أن مسطحاتها كانت تتضمن أشجارًا غرست في نقط متفرقة منها.
ونسب إلى عهد أورنمو معبد آخر للمعبود إنليل في مدينته نيبور "نفر" بلغت مساحة المسطح الأول لزقورته 57×38 مترًا، وكشف عن جانب من السور المبني باللبن الذي أحاط بها هي وبقية توابع المعبد.
ولوحظ من التجديدات العقائدية في معباد أور أن تماثيل معبوداتها أصبحت توضع داخل مشكاوات مرتفعة يؤدي إليها درج، بعد أن كانت توضع فوق قواعدها أمام المشكاوات وليس داخلها[1].
وسرت رقة الطابع في نقوش العصر، وإن ظلت شواهدها قليلة هي الأخرى، ومنها عدة مناظر سلسة الخطوط نقشت على نصب كبير من الحجر الجيري أقيم باسم أورنمو بمناسبة إنشائه أحد المعابد، وبلغ ارتفاعه الأصلي نحو ثلاثة أمتار. وتكرر تصوير الملك على وجهيه بلحية طويلة وعباءة طويلة مرسلة واسعة الأكمام وقلنسوة عريضة الحافة نصف كرية، يقدم تسابيحه ويسكب قرابينه أمام ننار إليه القمر وحامي أور وزوجته الربة ننجال وغيرهما من الأرباب أصحاب العروش والتيجان ذات القرون، يتبعه ولي عهده أو كبير أتباعه في وضع ابتهال خاشع حي. ورفع بعض أولئك الأرباب بيمينه حلقة وعصا، يحتمل أنهما كانا من أدوات قياس المعبد في بداية بنائه. غير أن أطراف مناظر النصب هي تصوير أرونمو ينقل بعض أدوات البناء، وقد سلكها في عصا رفعها على كتفه على نحو ما يحمل الراعي زاده في عصاه، وتبعه تابع يعاونه في حملها، ثم تصوير سلم خشبي كبير في وضع مائل مجسم خلال مرحلة من مراحل البناء، وتصوير معبودة مجنحة تطل من بين السحب تصب ماء من قدرها كأنها ملاك[2] ...
وثمة منظر على ختم يصور إبي سين ملك أور حليق اللحية برداء ذي ثنيات عريضة مزركشة يرسل أطرافه على ذراعه ويقيم بأطراف أنامله آنية دقيقة تلقاها من كاهن يواجهه في أدب وبساطة، أو يهديها إليه. وبدت ملامح الرجلين، على صغر صورتيهما، هادئة سمحة متفائلة بما يناسب الموقف أو المنظر الذي صورا فيه[3].
وجارى فن النحت فن النقش في تطوره. وبقيت من نماذجه عدة رءوس نحت بعضها من الديوريت ونحت بعضها من الألباستر، وطعمت بعض عيونها بالمحار الأبيض واللازورد الأزرق، ممايعني أن الأحجار المناسبة للنحت كانت تستورد من أجله بخاصة، وقد بذل الفنانون فيها جهدًا ملحوظًا لإظهار تعبيرات الوجوه ومسطحات عظامها وهيئات الشفاة، وتصفيفات الشعر للرجال والنساء، وتفاصيل أغطية الرأس التي كان منها الشال والعقال للرجل والعصابة للمرأة، وإن ظلت العيون فيها جميعها جاحظة متسعة.

[1] Frankfort, The Art And Architecture…, 69.
[2] Leo Legrain, “The Stele Of The Flying Angles”, Museum Journal, Xviii “1927”, 75 F.
[3] Frankfort, Op. Cit., Pl. 54 A.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 427
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست