responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 399
إينتيمنا آثار عدة أهمها آنية فضية ذات نقوش رائعة، ولوحة صغيرة منقوشة من الطمي المشبع بالقار، "سوف نعرضهما بعد قليل"، ونشط في إقامة المعابد وزاد من إهداءاته لها.
ويبدو أن حرص الحكام على رد انتصاراتهم إلى تأييد أربابهم، وحرصهم على استفتاء وحيهم وطلب عونهم، شجع كهنة أولئك الأرباب على أن يتمتعوا بنفوذ كبير في ظل ملوكهم وعلى أن يشاركوهم قيادة الجيوش لحماية ذمار مدنهم، كما شجعهم على أن يذكروا أسماءهم إلى جانب أسمائهم، وسمحت لهم هذه الأوضاع بأن يزيدوا ثراء معبادهم ويضاعفوا التزامات السكان إزاءها، بل ويشتطوا في تحصيل نصيب وافٍ من الضرائب على كل ما كبر أو صغر حتى على جز صوف الغنم وعلى طلاق الرجل لامرأته وعلى دفن الموتى، فانضاف استغلالهم إلى استغلال ضعاف النفوس من الولاة ورجال القصر وكبار الموظفين وجباة الضرائب، بحيث قيل إن بيوت الحاكم وضياعه وبيوت حريم القصر ومزارعهن، وبيوت أطفال القصر ومزارعهم، أصبحت يتاخم بعضها الآخر وتتلو بعضها بعضًا. ومن المحتمل أن نفوذ الكهنة قد تضخم حينذاك بحيث شاركوا الحكام أهميتهم، إن لم يكونوا قد طغوا على نفوذهم فعلًا[1]، حتى استرجع النفوذ منهم، واسترجع الحكم الصالح في الوقت نفسه، لوجال "أوركاجينا" وقد وجه همه إلى الإصلاحات الداخلية في عهده القصير الذي لم يزد عن ثمانية أعوام، وتعمد أن يحد من دخل الكهان ويمنع الرشا ويعزل من حامت الشبهات حولهم من الموظفين، فأصدر عدة قرارات تحدث في بدايتها عن المساوئ التي سبقت عهده، وكيف كان الكهنة والموظفون يغتصبون فيها أرزاق العباد ويستغلون مزارع المعابد وماشيتها كأنما هي ملك خالص لهم، ويشتطون حتى في تحصيل أجور الدفن. وأعلن في أحدها كيف أقر ربه بأسه في قلوب ستة وثلاثين ألفًا من رعاياه، وكيف وفقه إلى أن يسير على هديه، ويعيد حرية Ama-Ar-Gi الأهلين الذين قاسوا المظالم، فخفف عن الملاحين عبودية العمل في مراكبهم لمصلحة نظار الملاحة، وخفف عن الرعاة عبودية العمل وراء الحمير والأغنام لمصلحة نظار الماشية. ولا ندري هل عني بذلك تخفيف ساعات العمل عليهم أم الحد من سلطة الرؤساء في استغلالهم. وشجع ذلك كاتبه على أن يقول إنه لم يعد هناك جانب للضرائب في عهده، وروى كيف أنه لم يسمح لشخص كبير بأن يشتري دارًا تجاور أملاكه إلا أدى في مقابلها ما يرضي صاحبها، أو يشتري جحشًا دون أن يؤدي ثمنه لصاحبه. وأعلن استعداده أمام ربه نين جيرسو لرعاية الأرامل والأيتام وحماية الفقراء من الأغنياء[2].
ويفهم من نصوص عهده أن إصلاحاته خفضت أجر كاهن الدفن إلى ثلاث قدور من النبيذ وثمانين رغيفًا وتيس وأريكة "؟ "، بعد أن كان يتقاضى سبع قدور و420 رغيفًا وتيسًا وعدة أرائك. وخفض مرتبات بعض الكهنة إلى النصف، وألزم العرافين في المعابد بأن يقدموا تنبوءاتهم بغير مقابل بعد أن كانوا يشتطون في فرض أجورهم عنها على الناس.

[1] انظر ل. ديلابورت: المرجع السابق، ص29، 162.
Th. Jacobsen “Jauthor”, The Intellecual Adventures Of Ancient Man, 186.
[2] M. Lambert, “Les Reformes D’unukagina”, Revue D’assyriologie, V, “1956”, 169 F.; G.A. Barton, The Royal Inscriptions, 80 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست