responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 304
وبقيت مصر وحدها. وقبل أن يتجه الغول الفارسي إليها، توفي أحمس في عام 526 بعد أن حكم 44 عامًا، ففقدت مصر به ركنًا له كفايته وله شعبيته. وقبل أن نصل بها إلى نهاية المطاف، نستعرض طرفًا من خصائص آثار العصر الصاوي وكتاباته وفنونه.
توزعت آثار هذا العصر في شمال الوادي وجنوبه ولكن تركز أهمها في رحاب ثالث مدن كبيرة وهي سايس ومنف وطيبة. وكانت في الوجه البحري أوفر منها في الوجه القبلي، لولا أن عفت على أغلبها فيه ظروفه الطبيعية والسياسية "من حيث رطوبة أرضه وكثرة تعرضه لمشاكل الغزوات، إلخ" .. وقد دفن بعض ملوك العصر في جبانة سايس، حتى واح إب رع "أبريس" الذي ذهب ضحية خطئه لم يأب شعبه أن يكرم مثواه بعد قتله. واتخذ كثير من كبار الشخصيات، من أطباء وقادة وقباطنة، مقابرهم في سقارة حول أهرام الأسرتين الثالثة والخامس وبجوار ما ظنوه قبر الحكيم إيمحوتب وعلى مقربة من مدافن أبيس "السيرابيوم" المقدسة. واتخذ بعضهم الآخر مقابر في طيبة قرب الدير البحري وعلى مقربة من مقابر عصر الأسرة الخامسة والعشرين، وكان أغلبهم ممن عملوا في خدمة العابدات الإلهيات أو الزوجات المقدسات.
وتأثرت أساليب هذه المباني وتلك برد الفعل القومي الذي وضح بعد الغزو الآشوري وفرحة الخلاص منه، والذي دعا الاعتزاز بالأصول ونادى باحتذاء أساليبها عسى أن يترتب عليها مجد يشبه مجدها القديم. وكان نصيب الفنانين من الاستجابة لهذه الدعوة أن قلدوا مناظر الدولة القديمة المنفية في لوحات مقابرهم الجديدة، من حيث هيئات الملابس والزينة، وتصوير صيد المناقع والأحراج، وتصوير مواكب حاملات الهدايا والقرابين وممثلي الضياع وممثلاتها[1]. وجاراهم الكتبة، أو سبقوهم، وتخيروا فقرات كاملة من متون أهرام الدولة القديمة فسجلوها في مقابر الخاصة، وحذوا في كتابة بعض نصوص النصب حذو أسلوب الدولة القديمة وهجاء كلماتها، واستحبوا كتابة بعض هذه الكلمات بحروف هجائية مفرده صريحة[2]. وإن لم يمنعهم هذا التمسك بالقديم من المضي في استخدام الخط الديموطي المحدث في الكتابة على البردي وتسجيل شئون حياتهم العادية.
وسلك المثالون من ناحيتهم سبيلين: سبيلًا قلدوا به أساليب تماثيل الدولة القديمة المنفية وملابسها وأوضاع أصحابها الواقفين والجالسين والمتربعين على هيئة الكتبة، وخلعوا فيه على تماثيل ملوكهم مظاهر القداسة القديمة ومثلوهم بنظرات متسامية لا محدودة تنتقل بهم من عالم الناس إلى عالم قدسي عالٍ بعيد[3]. وسبيلًا آخر

[1] Daressy, Rec. Tr., Xvii, 17 F.; Benedite, Mon. Piot, Xxv, I F.; Wreszinsky, Atlos, 132 F.; Schell, Mem. Miss. Arch., V, 624 F.; Petrie, Memphis, Ii, Pls. 2-9; Von Bissing, Archiv F. Orient., Ix, 35 F.; Etc.
[2] Gunn, Asae, 1927, 122 F.; Posener, Op. Cit., 1934, 142; Kuentz, Bifao, 28, 103 F.
[3] Cairo, 528, 533, 835, 925, 36908, 37341; Bosse, Die Menschliche Figur, 1936, Nr. 138, 214, Also 217-218.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست