responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 224
ثانيا: عودة الكفاح ثم الرفاهية في عصر الرعامسة مع الأسرة التاسعة عشرة
...
ثانيًا: عود الكفاح ثم الرفاهة في عصر الرعامسة مع الأسرة التاسعة عشرة 1308 - 1194ق. م
لم يكن رأس الرعامسة وريث بيت مالك، وإنما كان قائدًا ووزيرًا من خاصة الشعب يسمى "بارع مسسو" اطمأن حورمحب إليه وجعله الرجل الثاني في الدولة[1]. ثم عهد إليه بالحكم بعده، فاعتلى العرش في عام 1308 باسم "رعمسسو من بحتي رع" بمعنى "أنجبه رع ودامت قدرة رع"، وهو اسم اعتادت المؤلفات الكلاسيكية والحديثة على أن تعبر عن شطره الأول باسم "رمسيس" فحسب، وهو ما سنجري عليه بالنسبة له ولأحفاده الذين تسموا بمثل اسمه. وكان حين ولي العرش كهلًا فلم يعمر عليه أكثر من عامين استعان فيهما بولده "سيتي" على تصريف شئون البلاد، وعهد إليه بالوزارة والقيادة ورئاسة الشرطة والرياسة التقليدية للكهنة. وبهذا لم يذكر للكهل من جديد أكثر من أنه ضمن الحكم لأهله وخلف فيه ولده الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لملك أسرته.
ارتقى سيتي "من ماعت رع" العرش بعد أن تخطى الأربعين فجمع نضج السن إلى مرانه في عهد أبيه، وكان لتوليته صدى مختلف في مصر وخارجها. أما في عصر فاعتبر عهده بشيرًا باستعادة المجد السالف وسمي وحم مسوت أي عهد تجديد المواليد أو معيد المواليد وبما يعني معنى عهد النهضة "وهي تسمية كانت لها سابقتها في بداية عصر الأسرة الثانية عشرة". وأما في الخارج، فرأت بعض الطوائف الشمالية في حداثة العهد الجديد فرصة للقضاء على ما بقي لمصر من نفوذ خارجي في شئون التجارة والسياسة.
ولسنا ندري شيئًا واضحًا عن تفاصيل النهضة التي وصف المصريون بها عهدهم الجديد، إلا أن تكون اطمئنانهم إلى ولاية فرعون حازم طموح يستطيع أن يستعيد هيبة بلاده في الخارج مما سيتناوله حدثينا عن السياسة الخارجية، ويستطيع أن يثبت دعائم الاستقرار في الداخل بما يستتبعه عادة من أمن ورخاء وعمران. ولقد جرى الرجل على سنة حورمحب في تشديد العقوبات على المفسدين، وتوعد في بعض مراسيمه من يسلب راعيًا ويتسبب في هلاك الماشية التي يرعاها أو ضياعها بضربه مائتي عصا وتغريمه أضعافًا مضاعفة عن الماشية المفقودة، وتوعد الراعي السارق بالهلاك على الخازوق واسترقاق زوجته وأولاده. وتوعد من يشتري الماشية المسروقة برد مائة "؟ " ضعف عنها. وتوعد من يتستر على جريمة بالحرمان الديني. وإن كان قد هدد بكل هذه العقوبات المسرفة المعتدين على حرمة أملاك المعابد أكثر من غيرهم[2].

[1] See, Asae, Xiv, 29 F.; Helck, Der Einfiuss Der Militarfuhrer… 84 F.
[2] Edgerton, Jnes. 1947, 219 F.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست