responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 186
الفصل الثامن: عصر الانتقال الثاني أو عصر اللامركزية الثانية
أولًا: عصر الأسرة الثالثة عشرة
في نصفه الأول:
انتقلت مقاليد الحكم في مصر من الأسرة الثانية عشرة على أيد حاكمة جديدة في أواخر الربع الأول من القرن الثامن عشر ق. م، بوسائل غير معروفة، وتعاقب على عرشها ملوك لم يستطع كاتب بردية تورين التاريخية أن ينسبهم على بيت معين أو عاصمة واحدة، ويبدو أنهم كانوا من بيوت عدة، استحب بعضهم مدنية طيبة عاصمة له واستحب بعضهم الآخر مدينة إثت تاوي عاصمة له، وانتسب هؤلاء وهؤلاء في أسمائهم إلى معبودي العاصمتين، آمون وسوبك، وحرص بعضهم على التسمي بأسماء تشبه أسماء ملوك الأسرة الثانية عشرة مثل أمنمحات وسنوسرت، وأسماء تشبه أسماء مؤسسي الأسرة الحادية عشرة السابقة لها مثل اسم إنتف، ليعبروا في الحالتين عن وراثتهم الشرعية للأسرتين.
ظلت وحدة البلاد قائمة في بداية هذا العصر من الناحية الشكلية، واستمرت أعمال تعداد السكان وإحصاءات المواشي والعقارات تجري في مكاتب الإدارة المحلية والإقليمية وورث الحكام الجدد عن الأسرة السابقة لهم حدودًا جنوبية تمتد إلى ما بعد الشلال الثاني عند حصني سمنة وقمة فحافظوا عليها لفترة قصيرة، وسجلت بردية من أوائل عهودهم بقاء ثلاثة عشر حصنًا[1] نشطت فيها دوريات مراقبة الوافدين عبر الحدود. ورددت أكثر رسائل حاميات هذه الحصون ما يفيد استتباب الأمن على مناطق الحدود لولا أنه كان استتبابًا خادعًا كما سنتبين بعد قليل. وكان من قول أصحابها فيها "إن أملاك الملك سالمة صحيحة، وكل أموره هنا باقية سلمية"[2].
ثم ما لبثت عهود النصف الأول من هذه العصر أن تخللتها فترات اضطراب داخلي لا نعرف شيئًا عن تفاصيلها غير ما نمت عنه بردية تورين من قصر فترات حكم ملوكها ومرور ست سنوات بغير ملك يعترف به الجميع. وليس من المستبعد أن يكون قد ترتب على تلك الفترات المضطربة اضطرابات أخرى خارجية أحاطت بالإشراف المصري في الشمال وفي الجنوب، حتى ولي العرش رجل من خاصة الشعب يدعى نفر حوتب "خع سخم رع" استعاد وحدة بلاده ووجد اسمه على بعض آثار وادي حلفا في الجنوب، كما عثر على نصب في فينيقيا بالشام يصور "يوناثان" أمير جبيل جالسًا أمام شخص عظيم اختفت صورته، ولكن النصوص المدونة إلى جانبه رجحت أنه الفرعون المصري نفر حوتب "خع سخم رع"[3].

[1] Gardiner, Ancient Egyptian Onomastica, 1947, Vol. I, Pp. 10-11.
[2] Smither, Jea, XXXI, 1945,3 F.
[3] Dussaud, Les Peuples De L’orient Mediterraneen, Ii, L’egypte, 278.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست