responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 124
أم لم تكن، وفيما إذا كانت شهدت ملكًا آخر يحكم بعد شبسكاف أم لم تشهد، وفي مدى تأثيرها في توجيه أمور الدولة في عهد زوجها "وسركاف" الذي سوف يكون رأسًا لأسرة حاكمة جديدة، وعهد ولدها ساحورع الذي اعتلى العرش بعده.
ويتجه الترجيح حتى الآن إلى اعتبار ختنكاوس ابنة لمنكاورع، وأختًا لشبسكاف. ويعتقد يونكر أنها ابنة منكاورع من زوجته مرس عنخ الثالثة، وأن هذه الزوجة كانت من سلالة جد فرع. وأضاف أن شبسكاف كان أخاها غير الشقيق وكان من فرع ثانوي[1]. وقد شاد المهندسون مقبرتها على هيئة تابوت ضخم فوق قاعدة صخرية مربعة عالية، أي بما يشبه مقبرة أخيها إلى حد كبير، وجوفوا معبد شعائرها في صلب قاعدة المقبرة، وبنو معبد واديها قريبًا من معبد وادي أبيها منكاورع. ووصلوا بين معبديها بطريق يمتد من معبد شعائرها ناحية الشرق ثم ينحرف ناحية الجنوب في زاوية قائمة. وتلقبت خنتكارس في نصوص مقبرتها بلقب قرأه يونكر: " ... ملكة الصعيد والدلتا أم ملك الصعيد والدلتا، بنت الرب". واستنتج منه أن انحصار شرعية وراثة العرش في خنتكاوس سمح لها بأن تتلقب بلقب الملكة، وأنه من المحتمل أن تكون قد حظيت بتأثير واسع على ولدها حين تولى العرش في صغره[2]، وأن تلقبها بلقب بنت الرب يشير إلى اعتبارها الابنة البكر لأبيها أو إلى دورها في نقل شرعية الحكم إلى زوجها.
انتهت شجرة نسب الأسرة الرابعة بختنكاوس، كما أسلفنا، وتمايزت لهذا الأسرة فيما رأينا فترتان: فترة انتهت بعد حكم خفرع، وفترة بدأت بعد سنوات قليلة من حكم منكاورع. ونمت آثار الفترة الثانية ونصوصها عن ظروف تختلف عن ظروف الفترة الأولى إلى حد كبير، ظروف اتصفت بضعف الموارد الحكومية إلى حد ما، وقلة الضخامة والفخامة في آثار الفراعنة بالنسبة إلى آثار أسلافهم الأقربين، وإن اتصفت في الوقت نفسه بظاهرة مستحبة، وهي حرص فراعنتها على اكتساب ود كبار موظفيهم وكبار كهنتهم.
ويمكن إيجاز أسباب الاختلاف بين ظروف الفترتين في ثلاثة عوامل، وهي:
أولًا- أن الأسرة بدأت عصرها برخاء عظيم واستقرار مكين وجهد كبير في تنمية موارد البلاد عن طريق تنشيط الاستثمار الداخلي وتوسيع التجارة الخارجية، ونمت عن رخائها حينذاك مصادر وآثار عهد سنفرو وعهد خوفو على وجه الخصوص، لولا أن الأهرام الضخمة ومعابدها وتماثيلها التي أسرف سنفرو وخوفو وعهد خوفو وخفرع في إنشائها لأنفسهم، وألحقوا بخدمتها الأعداد الكبيرة من الكهنة والأتباع ووقفوا عليها الأوقاف الواسعة من الأراضي والأنعام، وزادوا إلى جانبها إنشاء الأهرام الصغيرة لزوجاتهم، والمقابر الضخمة لأبنائهم، مع متطلباتها من النفقات، قد أدت كلها إلى استنفاذ أنصبة كبيرة من إمكانيات البلاد

[1] H. Junker, Mitt. Kairo, III, 142., F., 136.
[2] Cf. Asae, Xxxviii, 209 F.: Juker, Op. Cit., 129, 131, 143.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست