responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 115
هزات مؤقتة في عهد جدف رع
...
هزات مؤقته في عهد جد فرع:
رتب خوفو أمره على أن يخلفه ولده الأكبر "كاوعب" على عرشه، ويبدو أنه نشأه تنشئة طيبة شجعته على أن يظهر في بعض تماثيله على هيئة الكاتب العالم، وكانت هي المرة الأولى فيما نعلم، التي ظهر فيها أمير عظيم متربعًا على هيئة الكُتَّاب[1]. غير أن كاوعب هذا مات قبل وفاة أبيه بقليل بعد أن بلغ مبلغ الرجال، وكانت وفاته فاتحة لانقسام الأسرة الحاكمة إلى فروع، تربص كل فرع منها بفرع آخر وحاول أن يستأثر بالحكم دونه. وكانت هذه الفروع ثلاثة: فرع أبناء الزوجة الرئيسية أم كاوعب وبقي منه أميران صغيران لم يستطيعا الوصول إلى العرش أو المطالبة به، وهما جدف حور "أو ددف حور أو حور ددف" وباوفرع، وفرعًا من زوجة ثانية ترأسه جد فرع، ثم فرعًا من زوجة ثالثة ترأسه خفرع[2]. واستطاع جد فرع أن يبلغ العرش بعد أبيه ووفى لذكراه فأشرف على شعائره حين دفنه ووجد اسمه مسجلًا على سقف مركبه. إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لأغلب أمراء أسرته، فاكتفى بأن تزوج من أرملة أخيه

[1] Boston Nos. 34-4-[1]; 25-[1]-393 "Bull. Mus. Boston, XXXIII, 75".
[2] Papyrus Westcar. Iv, 17-18; Vi.[2]; Vii 9,8; Tombx: G 7210-7310-7320; Reisner, Mycerinus. 241.
المصرية لرحلة إله الشمس، تمتاز عادة برموز خاصة، لم يعثر على واحد منها في المركب التي كشف عنها، على الرغم من أن أجزاءها وجدت كاملة كلها. ولهذا افترضت عدة احتمالات لأغراض هذه المراكب، وهي: أن واحدة منها على الأقل استخدمت في نقل جثة خوفو بعد وفاته، من قصره إلى قرب هرمه، ثم وضعت في حفرتها وغطيت بأحجارها. ولعل المراكب الباقيات كان شأنها شأن غيرها من الأثاث الفاخر الذي اعتاد المصريون على أن ينتفعوا به في دنياهم ثم يضعوه في مقابرهم أو أهرامهم لينتفعوا به في العالم الآخر، لولا أن ضخامتها، أي ضخامة المراكب، حالت دون وضعها مع بقية الأثاث داخل الهرم نفسه، فوضعت حوله. ومن المحتمل كذلك أن خوفو استخدم بقية مراكبه في حياته في مناسبات دينية ورسمية، ومن هذه المناسبات مناسبة تتويجه "وكانت بعض مراسيم التتويج تجري على السفن فعلا"، ومناسبات تردده على معابد الأرباب الكبار في طول البلاد وعرضها، وزياراته لمدن الحج المقدسة القديمة، فضلًا عن جولاته الإدراية التي كان يقوم بها بين مراكز القطر من حين إلى حين على متن النيل، وذلك إلى جانب رحلاته الفردية والأسرية الخاصة.
كان الاسم الكامل لخوفو هو "خنوم خوفوي" كما ذكرنا، وهو اسم يعني "خنوم يحميني" "أو يرعاني" ويدل على الإيمان بحاجة الملك خوفو إلى معبود أكثر قدرة منه يرعاه ويحميه، وقد يكون هذا الإيمان إيمان أبويه اللذين سمياه باسمه، ولكن ليس من المستبعد أن يكون خوفو قد آمن كذلك بمثله. وصور أديب مصري الجانب الإنساني من خوفو في قصة شعبية نتخيله فيها يسامر أولادة ويستمع إلى قصصهم ويحترم العلماء ويجهل بعض ما يعرفه عالم من أهل عهده "راجع فصل الأدب".
هزات مؤقته – في عهد جد فرع:
رتب خوفو أمره على أن يخلفه ولده الأكبر "كاوعب" على عرشه، ويبدو أنه نشأه تنشئة طيبة شجعته على أن يظهر في بعض تماثيله على هيئة الكاتب العالم، وكانت هي المرة الأولى فيما نعلم، التي ظهر فيها أمير عظيم متربعًا على هيئة الكُتَّاب[1]. غير أن كاوعب هذا مات قبل وفاة أبيه بقليل بعد أن بلغ مبلغ الرجال، وكانت وفاته فاتحة لانقسام الأسرة الحاكمة إلى فروع، تربص كل فرع منها بفرع آخر وحاول أن يستأثر بالحكم دونه. وكانت هذه الفروع ثلاثة: فرع أبناء الزوجة الرئيسية أم كاوعب وبقي منه أميران صغيران لم يستطيعا الوصول إلى العرش أو المطالبة به، وهما جدف حور "أو ددف حور أو حور ددف" وباوفرع، وفرعًا من زوجة ثانية ترأسه جد فرع، ثم فرعًا من زوجة ثالثة ترأسه خفرع[2]. واستطاع جد فرع أن يبلغ العرش بعد أبيه ووفى لذكراه فأشرف على شعائره حين دفنه ووجد اسمه مسجلًا على سقف مركبه. إلا أنه لم يكن كذلك بالنسبة لأغلب أمراء أسرته، فاكتفى بأن تزوج من أرملة أخيه

[1] Boston Nos. 34-4-1; 25-1-393 "Bull. Mus. Boston, XXXIII, 75".
[2] Papyrus Westcar. IV, 17-18; VI.2; Vii 9,8; Tombx: G 7210-7310-7320; Reisner, Mycerinus. 241.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست