responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 107
تلقب سنفرو بلقب معبر، وهو "نب ماعت"، أي رب العدالة. وامتازت الأوضاع السياسية في عهده بإنشاء منصب الوزارة رسميًّا لأول مرة، وقد أسنده إلى أمير كبير من أولاده أو من أسرته وهو نفرماعت. وظلت الوزارة في الأمراء الكبار وحدهم حتى نهاية عصر الأسرة الرابعة. ويعتقد الأستاذ ريزنر أن الملوك. جعلوها في البداية في أكبر أبناء الملكات الثانويات تعويضًا لهم عن وراثة العرش وإرضاء لأمهاتهم[1].
ذكرت بردية تورين أن سنفرو حكم أربعة وعشرين عامًا. وقد توفر له بين قومه نصيب وافٍ من مدلول لقبه "نب ماعت". فاحتفظ له الأدب الشعبي بذكرى عطرة قلما احتفظ بها لملك سواه، وتضمنت هذه الذكرى ثلاث روايات صورته جميعها على وتيرة واحدة، فوصفته بأنه "ملك فاضل"، وصورته متواضعًا يميل إلى المعرفة ويكرم العلماء ويحسن الاستماع ويكتب بنفسه ولا يأبى أن يسأل عما لا يعرفه، كما صورته يميل إلى المرح والاستمتاع. وسوف نستشهد بروايتين منها في فصل الأدب المصري القديم.

[1] A. Weil, Die Vaziere Des Pharonenre: Ches, I; G. Reisner, The Tomb Of Hetep Heres, I, 9.
عهد خوفو:
ورث عرش سنفرو ولده "خنوم خوفوي"، أو خوفو كما اختصر اسمه قديمًا ولا زال يعرف به، واستفاد خوفو من خبرات رجال أبيه وجهود عهده، وتوفر له من سعة السلطان أكثر مما توفر لأبيه كما توفر لمصر في عهده من الإمكانيات المادية والكفايات الفنية أكثر مما توفر لها في عهد أبيه. وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من شهرته كصاحب الهرم الأكبر، فليس ما يعرف عن أخبار عهده غير القليل. ومن هذا القليل أنه عثر على اسمه منقوشًا على محاجر منطقة جنوبية بعيدة تقع في الصحراء الغربية شمال شرق أبي سنبل وشمال غرب توشكا. وقد استغل رجاله منجم الجمشت فيها، كما قطعوا أحجار الديوريت منها ونقلوا عددًا من كتلها الضخمة نحو 750 ميلًا إلى عاصمتهم ليصنعوا منها تماثيل مولاهم، وليرصفوا بها وأرضية معبده أيضًا فوق هضبة الجيزة، وخلدوا بذلك آيات جلدهم مثلما استطاع مولاهم أن يخلد سلطانه بضخامة هرمه.
وظهر اسم خوفو على بعض آثار معبد قديم في ميناء جبيل بلبنان، ووجدت معه أسماء ملوك مصريين آخرين سبقوه ولحقوا به من العصر العتيق ومن الدولة القديمة[1]. وليس ما يعرف حتى الآن عن الصورة

[1] Asae,XXXVIII, 369 F, ;Kees, Das Alte Aeg., 179. – ويفهم من حوليات خوفو أنه نحت له 14 تمثالًا دفعة واحدة تمثله واقفًا، ووجدت بقايا متناثرة كثيرة لتماثيله قرب هرمه.
Urk., I, 238, I; W. S. Smith, A History Of Egyption Sculpture …, 20-21.
P. Montet, Byblos't L'egypte, 1928, 29 T., 68 T.; Nelson, In Beyruts, 1934, 19 F.
أطلق المصريون على جبيل في نصوص الدولة القديمة اسم "كبن"، وفي نصوص الدولة الوسطى "كبني"، وفي نصوص الدولة الحديثة "كبنا"، وذكرها الآشوريون باسم "جوبلا".
H. Gauthier, Dict. Géeg., V, 197f. ; Gardiner Ancient Egyptian Oncmastica, I, 257.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست