responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 104
وحرص قادة هذه القوات على أن يسجلوا أخبار نشاطهم على صخور سيناء ولا سيما صخور "وادي" مغارة، وينسبوها إلى فرعونهم ويصوروه على وجه الصخر وهو يؤدب كبير شيوخ البدو ويكاد يهوي على رأسه بمقمعته. واحتفظت صخور "وادي" مغارة بصورة من هذا القبيل للملك سنفرو، تعتبر آية من آيات الفن في عهده، على الرغم من أنها نقشت على صخر رديء[1]. وظلت ذكرى سنفرو ماثلة في شبه جزيرة سيناء أجيالًا طويلة، حتى اعتبره خلفاؤه من حماتها، وقدسوه فيها، وضموه إلى رعاتها من الأرباب[2]. وظلت بعض نقط الحراسة على الحدود الشمالية الشرقية تعرف باسمه حتى الدولة الوسطى على أقل تقدير.
تطور بناء الهرم:
وضحت نتائج النشاط التجاري والسياسي في عهد سنفرو، في آثاره وآثر أسرته، وفي نصوص رعاياه[3]. وسمح رخاء عهده لرجاله بأن يشيدوا له هرمين عظيمين بمعابدهما في منطقة دهشور، وأن يكملوا هرم أبيه حوني في ميدوم. ومثلت هذه الأهرام وملحقاتها مرحلة جديدة من مراحل العمارة المصرية. فقد شاد له مهندسه هرمه في دهشور ليكون هرمًا كامل الشكل منذ بدايته، وبدأ بناءه بزاوية ميل مقدارها 54.14 درجة، ولكنه بعد أن بلغ بهذا الميل ما يزيد ارتفاعه عن تسعة وأربعين مترًا، أدرك أنه لو واصل البناء على أساسه فلسوف يرتفع الهرم إلى أكثر مما قدره له أو أكثر مما تحتمل قاعدته، ولحظ أن بعض الجدران الداخلية للهرم بدأت تتشقق بالفعل، فغير زاوية الميل إلى 53.210، وأكمل بناء الهرم حتى بلغ ارتفاعه 101.15 من الأمتار، ولكنه ظهر في هيئته الأخيرة منكسر الزاوية في منتصفه على غير ما أراده صاحبه ومهندسه. ولهذا استغل المهندس سعة إمكانيات عهده في تشييد هرم آخر شمالي الهرم الأول بما يقل عن الكيلومترين واستفاد في تصميمه من تجاربه في الهرم السابق، فبدأ بزاوية ميل مناسبة تبلغ 43.40 درجة. وعندما أتمه أصبح أول هرم كامل صحيح النسب حاد الزوايا مستوي الجوانب، بلغ ارتفاعه نحو 99 مترًا. وقد كُسي هو والهرم الأول بأحجار جيرية بيضاء ملساء[4]. وأطلق الكهنة برضاء الملك أو بوحيه، على كل هرم من الهرمين اسم "خع سنفرو" ربما بمعنى شع سنفرو، أو تجلي سنفرو[5]. وليس من المستبعد أنهم جعلوا بين هذا الاسم وبين كساء الهرمين وصاحب الهرمين نوعًا من الارتباط المقصود، فقد كان من شأن الكساء الأبيض الناصع لكل هرم أن يستقبل أشعة الشمس القوية ويعكس نورها على ما حوله، فيبدو النور في أسفل الوادي وكأنما يصدر عن الهرم نفسه، أو بمعنى آخر كأنما يشع عن صاحبه الثاوي فيه.

[1] Petrie, Researches In Sinai, Pls. 50, 51.
[2] Breasted, Ancient Records. I, 722; L. D., Ii, 137 G. Ibid., I, 165, 5; 312, 21.
[3] A. Fakry, The Monuments Of Sneferu, Cairo, 1959; G. Reisner. Development ….., 197, F.,
[4] 199 F. ; Edwards, Pyrmids Of Egypt, 68 F., 82. 1.; Lauer, Le Probléme Des Pyramides, Patis, 1949.
[5] Gauthier, L.R., 65. – ولكنهم ميزوا بين كل منهما بقولهم الأمامي والخلفي أو القبلي والبحري.
اسم الکتاب : الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست