responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي المؤلف : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 70
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم ... لنا غاية قد يهتدي بالذوائب
وأنتم لهذا الناس نور وعصمة ... تؤمون والأحلام غير عوازب
وأنتم إذا ما حصل الناس جوهر ... لكم سرة البطحاء شم الأرانب «1»
ودلالة هذه القصيدة، أن أهل يثرب كانوا يحرصون على أن تنهي قريش عداوتها للنبي، وأن تقبل دعوته، وإذا هي فعلت فإن العرب سيتبعونها؛ لأنها إمام العرب وهاديهم [2] وخليقة بأن تسن لهم دينا يؤمنون به. ويعني ذلك أن أهل يثرب كسائر العرب كانوا يعلقون اتباعهم للنبي على إيمان قريش به ومتابعتها له، لكن موقف يثرب هذا سيتغير ويتطور، ولن تنتظر يثرب حتى تؤمن قريش بالنبي صلّى الله عليه وسلم، بل سيأخذون زمام المبادرة، وسيدعونه إلى بلدهم ويكونون هم بقيادته صلّى الله عليه وسلم الذين سيجبرون قريشا على الإذعان للدعوة بالقوة.

* صدى الدعوة لدى اليهود في يثرب:
اختلف صدى الدعوة لدى يهود يثرب عنه لدى عربها، فاليهود كانوا أعلم الناس بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، حتى قبل أن يبعث؛ لأنه مذكور عندهم في كتبهم، كما يؤكد ذلك القرآن الكريم. يقول تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ.. [الأعراف: 157] .
فكان المنتظر من اليهود أن يكونوا أول من يؤمن برسول الله ويصدقه ويؤازره، وكان من المفروض أن يسعوا إليه في مكة ويسبقوا العرب، لعلمهم بصدقه وصدق رسالته، وأنها آخر الرسالات، وهم أنفسهم كانوا يستفتحون على العرب بقرب ظهور الرسول، وأنهم عندما يظهر سيؤمنون به ويقاتلونهم معه قتل عاد وإرم [3] . لكن الواقع أن الذي حدث من اليهود كان عكس المنتظر تماما [4] ، فما أن علموا بظهور النبي صلّى الله عليه وسلم

(1) القصيدة طويلة. انظرها في ابن هشام (1/ 300- 305) .
[2] ابن خالدون- المقدمة (ص 163) .
[3] ابن هشام- المصدر نفسه (1/ 231) .
[4] لم يكن هذا هو موقف كل اليهود، بل كان موقف الغالبية العظمى منهم، وهناك قلة قليلة جدّا آمنوا بالله ورسوله، كما تشير الآية رقم (157) من سورة الأعراف المكية، فهي صريحة بإسلام بعض اليهود في مكة وإن كان عددهم قليلا. فالآيات المكية يستلهم منها أنه لم يكن في مكة يهود كثيرون، وإنما كانوا أفرادا مستقرين أو أفرادا يترددون عليها، أو أفرادا من النوعين. انظر على سبيل المثال الأنعام: 114، يونس: 94، الرعد: 36، الإسراء: 107، 108، القصص: 52، 53، الشعراء: 196، 197، والنمل: 76 وانظر محمد عزة دروزة- المرجع نفسه (ص 404) وهامشها.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي المؤلف : عبد الشافى محمد عبد اللطيف    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست